المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٣

الفطرة وعلم الإدراك

 تناولت العديد من الأعمال الأكاديمية نظرية المعرفة عند ابن تيمية ومفهومه عن الفطرة، لكن لم يقم أي عمل حتى الآن بتحليل آراءه  بالنظر إلى العلوم البيولوجية والنفسية الحديثة. وعلى وجه الخصوص، فإن "علم الإدراك الديني" CSR هو ذو أهمية قصوى لأطروحات ابن تيمية. فهو يبحث في كيفية ارتباط الإدراك البشري بالتجربة الدينية (Guthrie 1993; Atran 2002; Barrett 2011; Bering 2011; Johnson 2016). ويؤكد أن جوانب معينة من  النفس البشرية، بما في ذلك الإدراك والعواطف والبديهات والسلوكيات وما إلى ذلك، إما أن تكون فطرية أو يولد بها الطفل أو تتطور بشكل طبيعي مع نضوج الأطفال على اختلاف الأعراق والثقافات (Atran 2002; Barrett 2004; Kelemen 2004; Petrovich 2019). يشير علم الإدراك الديني  إلى أن هذه السمات الكلية المتجذرة في الطبيعة البشرية تفسر لماذا تشترك الأديان التي تطورت بشكل مستقل عن بعضها البعض تاريخياً في قواسم مشتركة مثيرة للدهشة على الرغم من اختلافاتها العديدة. هذه القواسم المشتركة هي نتاج للآليات البيولوجية والنفسية الأساسية التي يتقاسمها جميع البشر. تشير التجارب النفسية، على سبيل المثال، إلى أن