المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢١

رهان باسكال Pascal's wager

 رهان باسكال Pascal's wager "الاعتقاد بوجود الله هو رهان حكيم. هب أن وجوده لا يمكن اثباته فأي ضرر يلحق بك إن رهانت على صحة ذلك الاعتقاد  واتضح أنه زائف. فإن ربحت الرهان فقد ربحت كل شيء وإن خسرت الرهان فلن تخسر شيء. إذا راهن بلا تردد على وجوده" بليز باسكال رهان بسكال هو مبرر للاعتقاد في وجود الله ليس مبنيا على البرهنة على وجوده. فرهان بسكال يستند إلى نظرية الألعاب game theory، بمعنى اتخاذ القرار بالنظر بعين الاعتبار لكافة المسارات التي من الممكن أن يسلكها الفرد (باعتبار خضوعها  لسيطرته) ومآل كل واحد منها في سياق كل السيناريوهات الممكنة التي بدورها تقع خارج نطاق سيطرة الفرد.  فالاختيار العقلاني هو الذي يغلب على الظن أن يأتي بأفضل النتائج في كل أو غالب أكبر السيناريوهات احتمالا. ففيما يخص الاعتقاد في وجود الله هناك احتمالان لما يمكن أن يكون عليه واقع الحال 1- الاعتقاد صحيح 2- الاعتقاد خاطئ وهذان لا سيطرة للفرد عليهما فهو لا يملك أن يجعل الاعتقاد صحيح أو خاطئ. وهناك مساران يمكن للفرد سلوكهما فيما يتعلق بهذا الخصوص 1- أن يؤمن 2- ألا يؤمن وهذان داخلان في نطاق سيطرة الفر

نسخة جودل من الحجة الوجودية

 نسخة غودل من الحجة الوجودية كورت  جودل Kurt Gödel هو عالم رياضيات شهير ولد عام 1906  في مدينة برنو التي كانت تقع حينئذ في حيز الإمبراطورية النمساوية المجرية و تقع حاليا في جمهورية التشيك. يرجع تاريخ النسخة  الأولى للحجة الوجودية Ontological   argument  في  كتابات "جودل" للعام  1941 تقريبا، غير أنه  لا يعرف عنه أنه أخبر أحدا عند عمله المتعلق بالحجة الوجودية حتى العام 1970 لظنه أنه كان يحتضر. وفي فبراير من نفس العام سمح  لعالم الرياضيات وأستاذ المنطق وعلوم الحاسب "دانا سكوت"   Dana Scott بأخذ نسخة من البرهان والتي تم تداولها في إطار شخصي. في أغسطس من نفس العام أخبر "جودل" الاقتصادي وعالم الرياضيات "أوسكار مورجنستيرن"  Oskar Morgenstern أنه راض عن البرهان. إلا أن "مورجنسترن" زعم أن "جودل" لم يقم بنشر البرهان لأنه كان يخشى أن يعتقد الآخرين أنه يؤمن بوجود الله. إلا أن هذا الزعم يتعارض مع محتوى الرسائل التي أرسل بها إلى والدته – التي لم تكن امرأة متدينة ولا تردد على الكنيسة – حيث أقام الدلائل فيها  بالتفصيل على الاعتقاد في الحياة ا

العلم بوجود الله

العلم بوجود الله الجميع بما في ذلك من يسمون أنفسهم بالملاحدة يعلمون وجود الله ولكن تساورهم الوساوس. لأن العلم بوجوده حالة ذهنية قائمة بالنفس و الجدل حول الأدلة على وجود الله في حقيقة الأمر هو محاولة لتفسير لماذا هذه الحالة قائمة بنفوسنا بمعنى لأي سبب تشكلت هذه الحالة الذهنية. ولو افترضنا جدلا أن جميع الأدلة لا تسلم من نقد أو طعن فهذا لا يعني أن النقد أوالطعن معتبر تماما مثل طعن المتشككة على الدليل المستمد من الاستقراء أو الاستدلال الاحتمالي وهو ما يعرف بمشكلة الاستقراء. فالبرغم من هذه الطعون نجد أنفسنا مدفوعين للتصديق بنتائج الاستقراء و الاحتمال الاستدلالي كحالة ذهنية قائمة بالنفس وإن كنا لم نفلح في إيجاد حل شافي لمشكلة الاستقراء كمشكلة نظرية أما عمليا فلا تؤخذ هذه المشكلة بعين الاعتبار ولا يلتفت إليها. ولابد أن نفرق هنا بين العلم بوجود الإله و العلم بصحة دين من الأديان. فلا أحد يشك في وجود الإله بمعنى أن يستوى عنده احتمال وجوده وعدم وجوده بل احتمال وجوده عند الجميع في واقع الأمر راجح رجحانا بيناً على عدم وجوده حتى وإن كان الرجحان يتفاوت من شخص لآخر والفرق بين المؤمن و الكافر هو استبدا

سورة التين

  سورة التين بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) التين و الزيتون هما الثمرتان المعروفتان أقسم بهما لكثرة منافعهما وقال بعض علماء التفسير أن المقصود بالتين والزيتون منابتهما في فلسطين المشهورة بالتين و الزيتون لأن الآيات ذكرت مكة مهبط وحي النبي عليه الصلاة و السلام وطور سينين مهبط وحي موسى عليه السلام فالتساوق يقتضي أن يكون المقصود بالتين و الزيتون مهبط وحي عيسى عليه السلام بفلسطين- أو أقسم بهما لارتباطهما بالمسيح بشكل أو بآخر- ولعل مما يؤيد ذلك أن جبل الزيتون الكائن بمدينة القدس - و الذي سمي بهذا الاسم لأجل أشجار الزيتون التي كانت تكسو منحدراته - جرت عليه أحداث محورية في سيرة المسيح كما سردتها الأناجيل وذكر سفر أعمال الرسل في الإصح

كيف جعل عاليها سافلها

صورة
  لم يصرح القرآن بموضع قوم لوط عليه السلام إلا أن هناك بعض الإشارات التي تجعل من هذا الموضع هو غور الإردن. فقد ذكر القرآن أن الله نجي إبراهيم ولوطا إلى الشام وهذا قوله تعالى: وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ. (الأنبياء: 71) و ذكر أن قوم النبي صلى الله عليه وسلم في أسفارهم - كرحلة الصيف - إلى الشام كانوا يمرون بمساكنهم إلى جانب مساكن مدين وهم قوم شعيب و المعرفون بأصحاب الأيكة و هذا قوله تعالى: وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون [ الصافات : 137 - 138 ]، وقوله : وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ ۚ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا. [ الفرقان : 40 ] وقوله: وإنها لبسبيل مقيم [ الحجر : 76 ] و قوله: وإنهما لبإمام مبين [ الحجر : 79 ] بعد أن ذكر إهلاك قوم لوط و أصحاب الأيكة وهم مدين قوم شعيب. ومعنى "لبإمام مبين" أي : لبطريق يأتمون به في سفرهم. وغور الأردن أو وادي الأردن سهل خصيب تبلغ مساحته حوالي 400 كيلومتر مربع يقع على امتداد نهر الأردن، ويتراوح مستواه ب