المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٠

حديث لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَّا ثَلاَثَ كَذَبَاتٍ

حديث لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَّا ثَلاَثَ كَذَبَاتٍ هو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وغيرهما والكذب المقصود به ههنا "المعاريض" وليس الكذب الحقيقي الذي يذم فاعله وقد روى البخاري في الأدب المفرد عن عمران بن الحصين أن في معاريض الكلام مندوحة عن الكذب. قال ابن عقيل: وإنما أطلق عليه ذلك لكونه بصورة الكذب عند السامع وعلى كل تقدير فلم يصدر من إبراهيم عليه الصلاة والسلام إطلاق الكذب. والمعاريض مشتقة من التعريض في القول، أي خلاف التصريح به. وهي أن يريد الرجل أن يتكلم بالكلام الذي إن صرح به كان كذبًا، فيعارضه بكلام آخر يوافق ذلك الكلام في اللفظ، ويخالفه في المعنى، فيتوهم السامع أنَّه أراد ذلك. ولا يجوز التوسع فيه بل لا يلجأ إليه الإنسان إلا للضرورة كحفظ الضرورات الخمس. وما يشار إليه بالكذبات أولها قوله: إني سقيم بعد أن نظر في النجوم وكان قوم إبراهيم يعبدون الكواكب والنجوم ويعتقدون أن أوضاعها وحركاتها لها تأثير في مصائر الناس. فقد أراد أن يظنوا من قوله إني سقيم أي أنه عرف من نظره في النجوم أنه مريض كي يتركوه ويذهبوا فيختلي بآلهتهم لكنه قصد في نفسه بقوله إني سقيم

القصص القرآني (قصة لوط عليه السلام نموذجا)

القصص القرآني (قصة لوط عليه السلام نموذجا) تناولت في موضوع سابق بعنون "أصالة القرآن" مزاعم المستشرقين كأبراهام جيجر ومن لف لفهم من الملاحدة عن اقتباس القرآن حكايات الكتاب المقدس ونقلت تفنيد أحد هؤلاء المستشرقين وهو "يوهان فوك" في كتابه "حول أصالة النبي العربي" لتلك المزاعم السطحية الخاوية لجيجر ومن حذا حذوه ممن حاولوا اختزال التشابه بين القصص القرآني وأسمار الكتاب المقدس إلى عملية انتحال مبتذلة. وانتقد "فوك" أن جيجر – وأمثاله - أغفلوا التغيرات الجوهرية التي طرأت على تلك المفاهيم والتصورات في طريقها إلى النص القرآني، كما انتقد تصور تلك التغيرات على أنها مجرد إساءة فهم وليست تعديلات ذات مغزى وتؤدي دورا وظيفيا. وانتقد إغفال هؤلاء أن القرآن كنص مؤسس يمثل استجابة -لأسئلة وإشكاليات معاصرة ملحة – استصحبت ونقحت و كيفت وأعادت تفسير القصص و صياغة المفاهيم. ورأى أن توجه هؤلاء يفتقد إلى الرؤية الكلية وانتهى بهم المطاف لمجرد البحث عن مصدر ما لكل شاردة وواردة على ما في ذلك من ابتذال وتكلف. قصة لوط عليه السلام نموذجا يمكن تلخيص قصة لوط في الكتاب المقدس على أنه

وجه الاستدلال في إجابة الدعاء

وجه الاستدلال في إجابة الدعاء الله ليس رب المسلمين وحدهم لفظ الجلالة: الله هو اسم علم على الذَّات العليَّة الواجبة الوجود. وهو فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كما في قوله تعالى على لسان رسله: أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ. وهو رب الخلائق أجمعين كما في قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. والرب هو المالك المدبر. وهو من نقصد عندما نتكلم عن وجود الخالق و الصانع والمدبر للكون فلا نقصد به معبود أمة بعينها بل كما قال موسى لفرعون لما سأل " وما رب العالمين" : قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ. وقال: قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ. ولابد أن يفرق بين أن من يعنيه القرآن بلفظ الجلالة الله هو الرب الخالق المتصرف المدبر وبين كون التصور الذي يقدمه القرآن أو غيره من الكتب التي يُدعى أنها كتب سماوية هل هو تصور مطابق أم لا وبين كونه هو من أوحى بتلك الكتب أم لا. الله هو اسم الرب لدى اليهود والنصارى و مشركي العرب لغة اختلف

حقيقة موقف القرآن من الثالوث

حقيقة موقف القرآن من الثالوث الثالوث ليس عقيدة إنجيلية أى عقيدة يجب أن تكون مستمدة من النص الذى يشكل المرجعية بالنسبة إليها، وإذا رجعنا إلى الكتاب المقدس لوجدنا أنه يحوى بين دفتيه نصوصا معانيها واضحة وجلية ونصوصا أخرى  مبهمة حمالة أوجه. وبالتالى عند تبنى أى عقيدة يجب أن تكون مستندة إلى النصوص الواضحة والصريحة ثم تفهم النصوص الملتبسة فى ضوء النصوص الصريحة، لكن تبني الكنيسة لعقيدة الثالوث كان على العكس من ذلك. فالنصوص الصريحة الواضحة فى العهد الجديد تعارض عقيدة الثالوث بصورة قاطعة، وكل النصوص التى يُستند إليها  فى الدلالة على عقيدة الثالوث هى نصوص غامضة مبهمة، وقد أصاب الواعظ و اللاهوتي " أندروز نورتون" أحد قادة طائفة "المسيحية التوحيدية"   عندما قال : إذا افترضنا صحة عقيدة الثالوث فإن الرسل عبروا عنها " بأسلوب بحيث لو تعمدوا أن يربكوا القارىء ويوقعوه فى الحيرة وأن يجعلوا الأمر يكتنفه الغموض لما فعلوا أفضل من ذلك ! "  وعلى الجهة الأخرى لو نظرنا إلى النصوص التى تناقض عقيدة الثالوث لوجدناها من الوضوح بصورة تجعلنا نتساءل عن طبيعة وعدد النصوص المطلوب أن يحت

دعوى " إنما يعلمه بشر"

نفي القرآن لزعم المشركين " إنما يعمله بشر" قائم على ركيزتين: الأولى: أن القرآن معجز بلاغيا. فلو كان ما يقولونه صحيحا من أن من علمه القرآن بشر لجاز لهم وهم أهل البلاغة و الفصاحة أيضا أن يأتوا بمثله. ولذلك لما زعموا أن القرآن مفترى وأنه أعانه عليه قوم آخرون، فقال إذا ائتوا بمثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين. وما قولهم أعانه عليه قوم آخرون إلا لعلمهم أنه لا طاقة له بمثل هذا القرآن وذلك لإدراكهم أنه ليس ممن يقرضون الشعر ولا عرف عنه أنه له باع في ذلك لأنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب. وقد يعترض بعضهم بالقول هل لأن القرآن أفصح وأبلغ من أن يأتي به العرب دليل على كونه من عند الله؟ أليس هذا فقط دليل على كون النبي أفصح منهم فقط؟ فيجاب بأنه أفصح من كل واحد على حدة يختلف عن كونه أفصح منهم مجتمعين فالتحدي كان على هذا الأساس: قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا. أي لو تضافرت جهودهم على أن يأتوا بمثله لما قدروا على ذلك. ففرق الأبحاث مثلا تثمر جهودها م