المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٣

مسألة التخييل

  مسألة التخييل في النصوص الأدبية ينبغي تناولها بالنقاش أولا لأنها متعلقة ببعض مسائل الإعجاز العلمي الذي يأتي في صورة تشبيه مثل التشبيه في قوله " كزرع أخرج شطأه" و قوله "فأصابها إعصار فيه نار" وقوله "أو كظلمات في بحر لجي". فهل كان هناك تخييل في النصوص الأدبية العربية قبل العصر العباسي وظهور اتجاه المحدثين في الشعر؟. فالمدرسة النقدية القديمة كانت تعتبر التشبيه المركب الخيالي والتخييلي كلاهما من الكذب الذي يخالف طريقة القدماء  ولا تستحسنه والذي استجد في  اتجاه المحدثين من الشعراء. وللإيضاح  فالمركب الخيالي من قبيل قول الصنوبري في وصف زهرة شقيقة النعمان:   أعلام ياقوت نشر ... ن على رماح من زبرجد. فهو يصف بتلات الزهور وسيقانها كأنها رايات من حجر الياقوت نشرت على  رماح من الزبرجد. ففي الواقع لا يوجد راية تبسط بعد طيها مصنوعة من الياقوت لأنه حجر لا يطوى ولا يبسط.  أما التخييلي من قبيل قول ابن طباطبا: لا تعجبوا من بلى غلالته ...  قد رز أزراره على القمر.   الغلالة هي نوع من الثياب الداخلية. والبلى أي التلف والمعنى لا تعجبوا من تلف ثوبه فقد لبسه القمر (فه

الجمع بين عدل الله وقدره

  قبل الشروع في بيان عدم التعارض بين حرية الإرادة والقدر، وكذلك أنه لا منافاة بين عدل الله وقدره  ومعاقبة المذنبين على أفعالهم  ينبغي لنا أن نستعرض على نحو موجز المذاهب المختلفة في تلك القضايا وبيان الصائب منها. حرية الإرادة انقسم الفلاسفة و المفكرون بشأن حرية الإرادة إلى طرفي نقيض ووسط بينهما. أما طرفا النقيض فهما الحتمية الصلبة    Hard Determinism  أو الجبرية من جهة، و التي تنفي مسئولية الشخص الأخلاقية عن أفعاله، و الإرادة الحرة بمعنى نفي القدر أو مايسمى   بالليبرتالية   Libertarianism   أو  بالقدرية من جهة أخرى. أما الموقف الوسط هو ما يعرف بالحتمية اللينة أو التوافقية  Compatibilism or soft determinism  والذي لا يرى تعارضا بين حرية الإرادة من جهة ومن ثم مسئولية الإنسان عن أفعاله التي تصدر عن إرادة منه وبين الحتمية بمعنى أن الأفعال الصادرة عن إرادة الإنسان لها أسباب سابقة عليها تحتمها. والحتمية تنقسم إلى قسمين: داخلية بمعنى أن الأسباب المتحكمة في سلوك الإنسان داخلية متعلقة بالعوامل البيولوجية كالبنية العصبية و الهرمونات و العوامل النفسية  كالمعتقدات و كالرغبات  و المشاعر و السمات ال