المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٠

معنى قوله تعالى: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا

معنى قوله تعالى: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا يشير المفسرون في تفسير هذه الآية، وكذلك قوله تعالى: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ. إلى ما يعرف بدليل التمانع لدى المتكلمين، بمعنى أنه لو فرض صانعان فصاعدا ، فأراد واحد تحريك جسم وأراد الآخر سكونه ، فإن لم يحصل مراد كل واحد منهما كانا عاجزين ، والواجب لا يكون عاجزا ، ويمتنع اجتماع مراديهما للتضاد. وما جاء هذا المحال إلا من فرض التعدد ، فيكون محالا فأما إن حصل مراد أحدهما دون الآخر ، كان الغالب هو الواجب ، والآخر المغلوب ممكنا; لأنه لا يليق بصفة الواجب أن يكون مقهورا. إلا أن الملاحدة يطعنون على هذا الدليل بالقول: ماذا لو كان تعارض إراداتهم غير وارد لأنهم كلهم من الحكمة و العلم بمكان حيث لابد أن يعلموا ماهو الأصلح و لأنهم كاملون فهم عادلون عالمون و حكماء بحيث من المحال أن يختاروا إلا الأصلح و الأكمل و هذا يجعل التعارض فيما بينهم مستحيلا. و الجواب على ذلك في ثلاث مقامات الأول: أنه لو فرض أكثر من خالق إما

حجم الدليل وحجم الإدعاء

حجم الدليل وحجم الإدعاء التصور القائل أن حجم الدليل لابد وأن يتناسب مع حجم الإدعاء عبر عنه كثير من المفكرين كديفيد هيوم ولابلاس وكارل سيجان وآخرون بعبارات متقاربة. و لعل أدقها عبارة لابلاس: وزن الدليل على الإدعاء غير الاعتيادي لابد وأن يتناسب مع مدى غرابة الإدعاء. وعلى هذا يتكىء الملاحدة أو بعضهم على الأقل في جعل خوارق العادات أو المعجزات شرطا للنبوة. حتى إن بعضهم استند للقرآن نفسه في تقرير هذا الزعم مستشهدا بقول إبراهيم عليه السلام للجبار الذي إدعى الألوهية أن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب. لكن ههنا لابد أن نفرق بين كون التصور المتعلق بحجم الإدعاء وحجم الدليل صحيح وبين كون ذلك يستلزم المعجزات الحسية كشرط لصحة النبوة. أما إدعاء الجبار وكونه يستلزم دليلا من جنس خرق العادة الذي طالب به إبراهيم عليه السلام فهذا صحيح إلا أن هذا لا يستتبع أن إدعاء النبوة يستلزم خرق العادات أيضا لأنه شتان بين إدعاء النبوة وإدعاء الألوهية. ولذلك لما سألت قريش النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون له بيت من زخرف أو يرقي في السماء وقالوا لن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه أمره الله أن ير

هل عبد الملك بن مروان أول من بنى المسجد الأقصى؟

هل عبد الملك بن مروان أول من بنى المسجد الأقصى؟ في سعى الصهاينة العرب كالمدعو   يوسف زيدان ومن على شاكلته للتشكيك في أحقية المسلمين بفلسطين و المسجد الأقصى   يزعم هؤلاء أن أول من بني مسجدا في الحرم القدسي، والذي يسميه اليهود بجبل الهيكل، هو الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان في محاولة منه لصرف الناس عن المسجد الحرام لما كان عبد الله بن الزبير رضى الله عنه قد بويع بالخلافة في الحجاز و العراق بينما غلب الأمويون على الشام و مصر. و الحق الذي يشهد له التاريخ المدون أن بناء المسجد الأقصى قطعا سابق على خلافة عبد الملك بن مروان ويشهد لهذا مصادر إسلامية وغير إسلامية.   فالحرم القدسى و الذي يسمى في العبرانية Har HaBáyit   הַר הַבַּיִת   كان موضعا لبيت المقدس الثاني الذي بني بعد عودة اليهود من السبي البابلي و الذي خلف المسجد الأول الذي بناه سليمان عليه السلام و الذي دمر في عهد نبوخذ نصر وكان يسمى   Beit HaMikdash בֵּית־הַמִּקְדָּשׁ ومن هنا جاءت التسمية العربية "بيت المقدس"   ثم قام هيرودس الأول عامل الرومان في فلسطين بأعمال تجديد شاملة للهيكل و ظل حتى دمره الرومان عام ٧٠

دلائل النبوة العقلية

دلائل النبوة العقلية مقدمة يزعم الملحدون و المشككون أن دعوى المسلمين بأن محمد صلى الله عليه وسلم كان نبياً - بمعنى أنه كان يأتيه الوحي من كائن علوي وأن مصدر رسالته هو قوة خارقة - هى دعوى تفتقر للدليل، و أن المسلمين في إيمانهم بنبوته ما هم إلا مقلدين لما وجدوا عليه آباءهم. وكثير من المسلمين لا يحير جواباً عندما يطرح عليه هذا الزعم. و السبب وراء ذلك أن الاستدلال على نبوته صلى الله عليه وسلم بخلاف الأنبياء قبله – باعتباره رسولا للناس كافة و رسالته عابرة للزمان و المكان – استدلال استنباطي مركب لا يستند إلى دليل منفرد. فالأنبياء قبله - كما قاله هو صلى الله عليه وسلم- مَا مِنْ نَبِيٌّ منهم إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، فكانت أمارات نبوتهم وقتية و مباشرة في دلالتها و ليست بحاجة إلى استنباط لأنها تستند إلى الحواس. فقد أُرسل موسى بتسع آيات حسية إلى فرعون وملئه، وأُرسل صالح إلى قومه بالناقة التي أُخرجت من الصخر، وأرسل عيسى بإحياء الموتى و إبراء الكَمَه و البرص ونحو ذلك. غير أن ما يميزه عن الأنبياء قبله أن رسالته لا تختص بأمة دون أخرى ولا بزمان دون زمان فكان لزاما

أصحاب الكهف

أصحاب الكهف يتناول سفر صعود موسى Assumption of Mose نبوءات أخبر عنها موسى يوشع بن نون لدى وفاته حيث نصب يوشع خليفة له على بني إسرائيل. وتتناول تلك النبوءات تاريخ بني إسرائل منذ دخولهم الأرض المقدسة وحتى نهاية الزمان. وتضمن ذلك النبوءة بشأن الخراب الأول للهيكل على يد نبوخذ نصر وقد أشار إليه السفر بوصف الملك القادم من الشرق. وكذلك أشار إلى ولاية هيرودس الكبير وأبناءه (والذين قال بشأنهم أنهم حكموا لفترة أقل من أبيهم) وكذلك إلى الحادثة التي حصلت لدى وفاة هيرودس عندما قدم خازن سوريا الذي عينه القيصر أغسطس والذي يدعى سابينوس sabinus لتولى مسئولية تركة هيرودس وما نجم عن ممارساته من تمرد في أورشاليم خلال عيد الأسابيع ونشوب حريق في جانب من الهيكل في غضون ذلك. وأقدم مخطوطة متاحة للسفر هي باللغة اللاتينية لكن هناك اتفاق على أنها ترجمة عن اليونانية لاعتبارات تتعلق بالصياغة وكثير من الباحثين يرى أن النسخة اليونانية تلك هي بدورها ترجمة عن لغة سامية كالأرامية أوالعبرية. أما تاريخ تدوينه فقد اختلفوا فيه ما بين قبيل ثورة المكابيين ضد السلوقين عام 167 قبل الميلاد وحتى حكم الإمبراطور الروماني هادري

التوطئة لانتصار الإسلام ونشأة الإمبراطورية الإسلامية

التوطئة لانتصار الإسلام ونشأة الإمبراطورية الإسلامية عندما يتناول المؤرخون أي ظاهرة تاريخية  فهم يحاولون تفسيرها    بالنظر إلى السياق الذى نشأت فيه. و السياق هو  الأطر الجيوغرافية و السياسية و الاقتصادية و البيئية و الثقافية للظاهرة محل الدراسة. و في تناولهم  لنشأة الإسلام و دولته في الربع الأول من القرن السابع الميلادي و باعتبارها حدثا  استنثائيا لم يكن سعيهم في ذلك استثناءا فحاولوا أن يفسروا هذه الظاهرة التي غيرت وجه العالم من خلال استقصاء العوامل التي ساهمت في نشأتها بالأساس و تلك التي ساعدت على نموها و تمددها. وأنا لا أختلف على كون هناك في الجملة أسباب دعت لظهور رسالة الإسلام ومبعث النبي صلى الله عليه وسلم و عوامل ساعدت على انتشاره و غلبته فالتاريخ له سنن وليس أمرا عبثيا ولا اعتباطيا. لكن قد اتفق وقد اختلف مع هؤلاء المؤرخين في في طبيعة هذه  العوامل و تلك الأسباب وحجم الدور الذى لعبه كل منها. وما أعنيه  بالأسباب ليس كونها ذات طبيعة غيبية محضة لأن الأسباب في حقيقتها ذات طبيعة مزدوجة. بمعنى أن الإسلام منبعه هو الإرادة الإلهية التي اقتضت إرسال الرسول و إنزال الكتاب لكن ب