المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢١

الصواب في مكان جهنم

الصواب في مكان جهنم وردت بعض الآثار التي تشير إلى أن موضع جهنم هو تحت الأرض أو في الأرض السابعة. إلا أن الصواب أن هذه الآثار كلها موقوفة على بعض الصحابة فمن دونهم من التابعين ولا يصح منها شيء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والصواب فيها أنها من الإسرائيليات التي تروى عن عبد الله بن سلام و كعب الأحبار ونحوهما من مؤمني أهل الكتاب مثل هذا الأثر الذي رواه ابن أبي الدنيا في "صفة النار" وفيه: عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه: (إن الجنة في السماء، وإن النار في الأرض). قال السيوطي رحمه الله في (إتمام الدراية شرح النقاية): (ونقف عن النار, أي نقول فيها بالوقف, أي محلها حيث لا يعلمه إلا الله، فلم يثبت عندي حديث أعتمده في ذلك. اهـ وقال الألباني رحمه الله: لا يمكن أن تكون الأرض هي مقر جهنم ، ولذلك نخرج بنتيجة وهي أنه ليس فقط لا يجب اعتقاد هذه العقيدة بل لا يجوز اعتقادها لأنها غير قائمة على دليل شرعي ملزم ولو بحديث صحيح آحادي ؛ واضح.(سلسلة الهدى والنور - شريط : 300) وأصل هذا التصور يرجع إلى ما يعرف بـ "شيول" في العقيدة اليهودية والذي تعرفه "ويكيبيديا" على أنه: شيول

اعتراض سوبل على نسخة جودل من الحجة الوجودية

اعتراض سوبل على نسخة جودل من الحجة الوجودية يمكن شرح اعتراض سوبل - نسبة لجوردن سوبل Jordan Sobel - كما يلي: إذا كان "إله جودل" هو المتصف بمجموع الصفات الحسنة بمعنى أنه يقتضيها جميعا بما فيها الوجود الضروري فإن من جملة ما يقتضيه هو: كونه خالق فكذلك: كونه خلق آدم، إذ أنه متصف بهذه الصفة أي خلق آدم. فإن كان خلقه لآدم ضروري فهذا يقتضى أن آدم ضروري وبالتالي فرضيات جودل تؤدي إلى ما يسمى "انهيار منطق الموجهات" modal collapse بمعنى أن كل قضية صحيحة – كوجود آدم أو غيره من آحاد المخلوقات – هي بالضرورة كذلك. فيصبح لا فرق بين الضروري و الممكن في نفس الأمر. إلا أن هناك استدراك في تعريف جودل للصفة الإيجابية ألا وهو أنها الإيجابية بالمعنى الخُلقي الجمالي ethical-aesthetic sense بصورة خالصة مطلقة أي الحسن بصورة محضة بحيث لا تشوبها شائبة، وهو ما نسميه صفات الذات في علم العقيدة أي الصفات الأزلية الضروروية اللازمة لذاته. فالإيجابي المشوب كالذي تشوبه شائبة الحدوث – أو ما يربو ضرره على نفعه - لا يدخل في التعريف وهذا ما يعرف في علم العقيدة بصفات الأفعال. وهذا تعبير بلغة سهلة عن التعديل ا

البرهان على صدق النبوة كاستدلال بايزي

البرهان على صدق النبوة كاستدلال بايزي الاستدلال البايزي Bayesian inference هو نمط من الاستدلال الإحصائي المستند لمبرهنة بايز Bayes' theorm، نسبة للفيلسوف و عالم الإحصاء البريطاني توماس بايز، حيث تُوظف المبرهنة لتحديث درجة الاحتمال لدعوى ما في ضوء الدليل السياقي أو تراكم الأدلة. أو بعبارة أخرى هي وسيلة لإعادة تقدير احتمالية دعوى ما بعد الأخذ في الاعتبار أن هناك دلائل ما مستجدة أو لم تؤخذ في الاعتبار من قبل (الدليل السياقي) تعضد أو تفند صحة الدعوى أو الفرضية. وهذا الاستدلال له تطبيقات في مجالات شتى كالعلوم البحتة و الطب و الهندسة و الفلسفة و القضاء. والصيغة الرياضية للمبرهنة هي كما يلى: P(H/E)= P(E/H). P(H) / P(E) حيث P تشير إلى الفرضية proposition التي تتأثر احتمالية صحتها بالدليل السياقي أو الأدلة المتراكمة evidence و P(H) تشير إلى الاحتمالية السابقة للفرضية prior probability أي قبل أخد الدليل السياقي أو الأدلة المتراكمة بعين الاعتبار و E تشير إلى الدليل السياقي أو الأدلة المتراكمة evidence و P(H/E) تشير إلى الاحتمالية اللاحقة للفرضية posterior probability أي بعد أخد الدليل السياقي

دليل على التقنين المبكر للنص القرآني

صورة
  أجرى الباحث Marijn van Putten دراسة مستندا  إلى 15 مخطوطا مبكرا   في سياق البرهان على أن تقنين النص القرآني المعروف بمصحف عثمان يرجع إلى الحقبة التي ذكرتها المصادر الإسلامية ومن جملة هذه المخطوطات مايلي:   المخطوط الأول SU : مخطوط   صنعاء (النص العلوي) مكون من 80 صحيفة نوع الخط: حجازي يرجع تاريخ الرقاع   من خلال تقنية الكربون المشع إلى ما بين عامي   606 و 669 ميلادية أي النصف الأول من القرن الهجري الأول غير أن تاريخ النص العلوي لاشك أنه يرجع إلى تاريخ لاحق   لكن من خلال نوع الخط   وهو الحجازي يرجع تاريخه إلى نهاية القرن الهجرى الأول أو بداية الثاني على أقصى تقدير. Sadeghi and Bergmann (2010: 354) المخطوط الثاني BL :   مخطوط   المكتبة البريطانية مكون من 128 صحيفة   نوع الخط: حجازي يرجع تاريخه إلى النصف الثاني من القرن الأول الهجري (Dutton 2004: 66) المخطوط الثالث A3 : مكون من 58 صحيفة يرجع تاريخه إلى النصف الثاني من القرن الأول الهجري نوع الخط: حجازي (Déroche 1983: 67, n o 14) المخطوط الرابع CA1 :   مكون   من   75 صحيفة   نوع الخط حجازي يرجع تاريخه إلى النصف

بلاغة القرآن

 بلاغة القرآن بعض آيات القرآن يشكل على الناس فهمها ليس لأن هناك قصورأو خلل في بناء العبارة  كما يتوهم و يزعم الجهال و الأغرار بل لأن المفردات  الشائعة الاستعمال  تتغير  فما كان شائعا في سياق تاريخي معين لا يكون كذلك في غيره. و تتنوع دلالات المفردات  ويتغير الاستعمال الذي تُوظف فيه من سياق تاريخي وثقافي لآخر. و التراكيب التي قد يكون لها معنى مفهوم واضح في إطار تاريخي وثقافي معين قد لا تكون كذلك في سياق آخر. وهذا لا يختص بالقرآن بل إذا طالعت كثير من أشعار الجاهليين وأقوال الصحابة ستجد كثير من المفردات و التراكيب التي لا تكاد تفهم لها معنى. خذ على سبيل المثال قول الحباب بن المنذر في اجتماع سقيفة بني ساعدة: أنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُها المُرَجَّبُ.  ففي سياقنا التاريخي و الثقافي لا نكاد نفهم المفردات على حدة فضلا عن المعنى العام للعبارة. فالجذيل تصغير جذل وهو أصل الشجرة و المحكك من حك وهو الذي تحك الإبل المصابة بالجرب نفسها فيه ليزول الإحساس بالحكة. والفحوى أنه – أي الحباب- بالنسبة للمسألة المطروحة، وهي قضية الخلافة، بمثابة الجذيل المحكك للإبل  أي رجل يستشفى برأيه كما تستشفي

حقيقة رسالة المسيح من المنظور القرآني

 التصور الذي يضعه القرآن للمسيح عيسى عليه السلام هو أنه نبي أرسله الله إلى بني إسرائيل بآية من الله كما في قوله تعالى: وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ. وأنه جاءهم بالحكمة وليبين لبني إسرائيل بعض الذي يختلفون فيه كما في قوله تعالى: وَلَمَّا جَاءَ عِيسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ. وأنه بعث مصدقا لما بين يديه من الكتاب وليحل لهم بعض الذي حُرم عليهم كما في قوله تعالى: وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ. فقوله بعض الذي تختلفون فيه أي ما يتعلق بأمور دينهم مما وقع فيه الخلاف بين فرقهم خاصة الصدوقيين و الفريسيين في مسائل العقيدة كالبعث و الثواب و العقاب الأخروي و الأحكام كبعض مسائل الطهارة و الميراث والشهادات ونحو ذلك مما نشب من خلاف بين تلك الفرق. وقوله "ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم " يحتمل تخفيف بعض أحكام الشريعة ا