هوية مؤلفي أسفار العهد الجديد

 

أسفار العهد الجديد باستثناء بعض رسائل القديس بولس وربما إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل يرى جمهور العلماء أنها كتبت بواسطة مؤلفين مجهولين وفى هذا المقال وفى مقال تالى إن شاء الله أتناول تحقيق هذه المسألة

إنجيل متى :

الرؤية التى تحظى بالقبول ، فيما يتعلق بهوية مؤلف إنجيل متى ،  لدى غالبية العلماء هى ما يلى : التقليد القديم القائل بأن المؤلف  هو تلميذ ورسول المسيح الذى يسمى " متى "  لا يثبت  للتمحيص لأن الإنجيل  فى جزء كبير منه يعتمد على إنجيل " مرقس "  ( تقريبا كل آيات إنجيل مرقس مستخدمة فى إنجيل متى ) وإنه من غير الوارد أن صاحب المسيح يقتبس كثيرا بهذا الشكل من شخص متفق على أنه لم يحظى بهذه الصحبة بديلا عن أن يعتمد على ذكرياته الخاصة . راجع فى ذلك مدخل النسخة  New American Bible لإنجيل متى .*

 

وفى دائرة المعارف البريطانية  :

بالرغم من هناك شخص يدعى متى ضمن قائمة  تلاميذ المسيح  إلا أن هناك حقيقة أهم  وهى أن إسم " لاوى " ، جابى الضرائب الذى أصبح وفقا لإنجيل مرقس تابعا للمسيح ، أصبح " متى " فى إنجيل متى . ويتضح من هذا أن كاتب  متى  ينسب كتابة إنجيله لأحد الحواريين من خلال هذه الحيلة وأن كاتب إنجيل متى من المحتمل مجهول . (1)

فثمة اتفاق فى الرأى بين غالبية علماء الكتاب المقدس فى العصر الحديث حول أن المبشر الذى دون الإنجيل المنسوب لمتى  الحوارى ليس هو متى حوارى المسيح . (2)

و يـقول هرمان ريـدربوس  Herman N. Ridderbos   : 

 وهذا يعنى أننا لم يعد يمكننا أن نقبل بوجهة النظر التقليدية القائل بأن متى هو مؤلف الإنجيل المنسوب إليه . وهذا على الأقل يعود لأمرين أحدهما , أن التقليد المنحدر إلينا يقول بأن متى ألف إنجيلا آراميـاً  فى حين أن وجهة النظر التى  ارتئيها  لا تسمح بالقول بأن النص اليونانى الذى بين أيدينا هو مترجم عن أصل آرامى . ثانيا , إنه من غير الراجح أبدا أن شاهد عيان كالحوارى متى  يستخدم بهذا الشكل المفرط الروايات (الخاصة بإنجيل مرقس )  كما يتضح من مقارنة الإنجيلين . وبعد هذا كله فمرقس لا ينتمى إلى زمرة الحواريين . كما أن إنجيل متى ـ وهذا واقع الأمر ـ لا يتفوق على إنجيلى مرقس ولوقا لا فى حيوية العرض ولا فى التفاصيل وليس ذلك ما يُتوقع من رواية شاهد عيان , بالرغم من كون لوقا و مرقس  ليسا من هؤلاء الذين صحبوا المسيح منذ بداية خدمته العامة .

(3)

 

إنجيل مرقس :

Modern research often proposes as the author an unknown Hellenistic Jewish Christian, possibly in Syria, and perhaps shortly after the year 70.

البحث الحديث كثيرا ما يقترح كمؤلف للـإنجيل  مسيحى يهودى هيلنيستى  ( أى من المتأثرين بثقافة اليونان المتأخرة منذ وفاة الإسكندر وحتى موقعة أكتيوم )  مجهول الهوية وسوريا ، من الممكن ، كمكان لتدوينه ،  ربما بُعَيْد عام 70 م . راجع مدخل النسخة New American Bible  لإنجيل مرقس

وفى دائرة المعارف البريطانية نفس المصدر السابق :

Though the author of Mark is probably unknown, authority is traditionally derived from a supposed connection with the Apostle Peter,

بالرغم من كون مؤلف إنجيل مرقس مجهول  إلا أن حجية الإنجيل مستمدة وفقا للتقليد من الصلة المفترضة للإنجيل ببطرس الحوارى .

ووفقا للتقليد فإن المبشر مرقس أو يوحنا مرقس دون هذا الإنجيل فى روما من واقع تعاليم بطرس الشفهية التى سمعها منه خلال فترة تواجده فى روما (7)

إلا أن هذا التقليد ، والذى عليه الاعتماد فى نسبه تدوين الإنجيل إلى المبشر مرقس ، لا يمكن الجزم بصحته إذ لا يوجد دليل كاف على أن القديس بطرس ( شمعون )  ذهب الى روما فى يوم من الأيام  كما يذكر قاموس إيستون Easton's Bible Dictionary .

ويؤكد  ليونارد جوبلت Leonhardt Goppelt بعد البحث فيما يزيد عن 200 مؤلَّف أن بطرس الرسول لم تطأ قدماه روما . (6)

يقول  بول ج. أشتيمير   Paul J. Achtemeier وآخرين  فى كتاب  Introducing the New Testament  ما نصه :  إنجيل مرقس كغيره من أناجيل العهد الجديد هو مجهول المؤلف Anonymous . ص 143 .

وقد ورد نحو هذا الذى ذكره أشتيمير فى المؤلفات التالية :

Dictionary of Jesus and the Gospels

Mark's Gospel: worlds in conflict

The Gospel according to Mark

Introducing the New Testament: Jesus in the Gospels and Acts

 

 

 

نهاية إنجيل مرقس :

يقول بروس متسجر  Bruce Metzger  :

16.9–20 The Ending(s) of Mark

 

 

Thus, on the basis of good external evidence and strong internal considerations it appears that the earliest ascertainable form of the Gospel of Mark ended with 16.8..

وهكذا فبناءا على الدليل الخارجى واعتبارات داخلية قوية ( متعلقة بالنص وأسلوب صياغة الجمل ) يتضح أن أقدم صورة محققة لـإنجيل مرقس تنتهى عند العدد 8 من الـإصحاح الـأخير ( 16 ) .  (4)

 

وفى مقدمة إنجيل مرقس من النسخة New American Bible :

The Gospel of Mark ends in the most ancient manuscripts with an abrupt scene at Jesus' tomb, which the women find empty (Mark 16:1-8).

ينتهى إنجيل مرقس فى معظم المخطوطات القديمة بمشهد مفاجىء عند مقبرة يسوع والتى وجدتها المرأة فارغة ( مرقس 16 : 1 – 8 ) .

 

ويقول روبرت  م . جرانت Robert M Grant فى كتاب A Historical Introduction to the New Testament  :

 

نهاية إنجيل مرقس ليست جزءا مما كتبه مؤلف الإنجيل أصلا (a) لـمَّح إليها يوستينيوس وكذلك اقتبس منها إريانوس كما أنها متضمنة فى بعض المخطوطات ( المكتوبة بأحرف كبيرة capital letters  ) ومعظمها مخطوطات غَرْبِيَّة (b) وعلى الجانب الآخر فهى مفتقدة فى كتابات أكليمندس وأوريجانوس ويوسابيوس وكذلك فى المخطوطة السينائية والفاتيكانية وكذلك فى نسخ سريانية ولاتينية أقدم ومخطوطة فرير تحتوى نهاية مختلفة كليةً (c) ولذا وبالرغم من أنها أضيفت فى وقت مبكر إلا أنها ليست أصيلة .

وكذلك راجع : متى المسكين , الإنجيل بحسب القديس مرقس دراسة وتفسير وشرح , ص622

إنجيل يوحنا ( كتب حوالى 90 - 100  م  ) :

يقول الأب الكاثوليكى والعالم الكتابى رايموند إدوارد براون Raymond Edward Brown فى كتاب  Mary in the New Testament  ص 20  : بالرغم من نسبة إنجيل يوحنا ، التى ترجع إلى العصور القديمة ، إلى يوحنا بن زبدى أحد تلاميذ المسيح إلا أننا نقبل بالرؤية العلمية الشائعة من أن مؤلف الإنجيل  مسيحى  مجهول من الجيل الثانى . اهـ

وفى مدخل الانجيل من النسخة New American bible :

إن التحليـل النقدى يجعل من الصعب علينا أن نقبل بوجهة النظر القائلة بأن الإنجيل فى الحالة التى هو عليها الآن كُتب بواسطة شخص واحد . فالإصحاح 21 من الإنجيـل يبدوا أنه تمت إضافته بعد أن تمت كتابة الـإنجيل حيث أن الـإصحاح المذكور يبرز نمطا  (( فى الصيـاغة اليونانية)) مغايرا لبقية الـإنجيل إلى حـد مـا . المقطع الـإستهلالي (1:1ـ18) من الواضح أنه يحوى ترنيمة مستقلة أُضيفت فيما بعد كى تمثل مقدمة أو تصدير للـإنجيل . وفى داخل الـإنجيل نفسه نجد شيئا من التعارض فعلى سبيل المثال هناك نهايتين للخطبة المطولة التى ألقاها يسوع فى الغرفة العليا (( لمنزل يوحنا)) ( يوحنا 31:14 ; 18 :1 ) . ولحل هذه الـإشكاليات فإن العلمـاء اقترحوا نماذج متعددة لـإعادة ترتيب السياق بما يضفى السلاسة عليه. لكن الغالبية رأت أن تلك التعارضات من المحتمل أنها نشأت نتيجة أعمال تحريرية تالية من خلالها زِيدت إضافات متجانسة على أصل  للإنجيل أقصر مما هو عليه الآن  . راجع New American Bible Introduction  .

وهناك من الدلائل ما يشير إلى  موت يوحنا بن زبدى الحوارى قبل زمن طويل من الفترة المفترضة لتدوين الإنجيل وهذا الدلائل نلخصها فيما يلى :

ورد فى سجل تأريخ  يرجع للقرن التاسع او العاشر الميلادى ضمن مخطوط يسمى codex Coislinianus  وهذا السجل مدون بواسطة أحد الرهبان الذى يدعى جورج هرتولوس   George Hartolos  :

أن ببياس  فى الكتاب الثانى من λογια κυριακα   يقول أن يوحنا قتل بواسطة اليهود محققا هو وأخوه (( يعقوب )) نبوءة المسيح الواردة بشأنهما ( متى  20 : 23 )

وكذا المؤرخ الكنسى  Philip of Side   والذى عاش فى القرن الخامس الميلادى  يذكر نفس ما أورده جورج هرتولوس فيما يتعلق بما نقله عن ببياس من أن يوحنا وأخوه يعقوب لقيا حتفهما على يد اليهود . وبنحو ذلك قال أيضا أفراهات ((أسقف دير مارمثاى ومطران نِينـَوى)) فى موعظته De Persecutione ( ترجع الى عام 343 أو 344 ) راجع فى ذلك

H. L. Jackson , The Problem of Fourth Gospel ,pp. 145-148

وكذا  مقال بعنوان Gospel of John .

والمعلوم أن يعقوب بن زبدى أخو يوحنا قتله الملك اليهودى هيرودس أغريباس  عام  44 م .

راجع فى ذلك Easton's Bible dictionary  .

ونقلا عن   The Harpercollins Bible Dictionary , Revised Edition 1996   ص 533 :

فإن معظم العلماء لا يعتقدون أن إنجيل يوحنا كتبه أحد تلاميذ المسيح

most modern scholars do not think that the Gospel( According to John ) is apostolic in origin

 

 

الـإصحاح 7 الفقرة 53 وحتى الـإصحاح 8 الفقرة 11  :

يقول بـروس متـسجر  ** :

المقطع الذى يتناول قصة الزانية (من الـإصحاح 7 الفقرة 53 وحتى الـإصحاح 8 الفقرة 11):

الأدلة على أن هذا المقطع لا ينتمى للـإنجيل غامرة متعاضدة

فهى لـا توجد فى مخطوطات مبكرة ومتعددة ومتنوعة مثل ............ .

والمخطوطين A , C بهما نقص فى جزء من إنجيل يوحنا ( وهذا الجزء هو المفترض أن يحتوى المقطع المذكور على التوالى مع بقية المفقود من هذا الجزء من إنجيل يوحنا فى ذينك المخطوطين ) غير أنه من الراجح جدا أن أيا منهما لم يحتوى فى الـأصل ( أى قبل تعرضهما للعطب والنقص ) على ذلك المقطع  وذلك لـأن القياس الدقيق يبين أنه لم يكن ثمة حيز كاف  فى الأوراق المفقودة ليسع هذا المقطع  على التوالى مع بقية النص المفقود . وفى الشرق هذا المقطع غير موجود فى أقدم الـنسخ السريانية و السهيدية والتحت أخميمية والمخطوطات البُحَيْريَّة كذلك لا توجد ببعض المخطوطات الـأرمينية والنسخ الجورجية القديمة . أما فى الغرب فالمقطع غير موجود فى النسخة القوطية وفى العديد من المخطوطات الـاتينية القديمة . أيا من الـآباء اليونانيين للكنسية قبل يوثيميوس زيجابينوس (القرن الثانى عشر الميلادى) لم يفسر هذا المقطع أو يعطى تعليقا عليه و يوثيميوس زيجابينوس نفسه يصرح أن النسخ الدقيقة للـإنجيل لا تحتوى على هذا المقطع .وعندما يضيف المرأ ـ إلى هذه القائمة المتنوعة والمؤثرة من الأدلة الخارجية ـ الـإعتبار القائل بأن أسلوب الصياغة والمفردات المستخدمة فى هذا المقطع مختلفة بشكل ملحوظ عن بقية الـإنجيل ( راجع أى تفسير نقدى للـإنجيل ) وأنها تعترض التتابع السياقى ما بين الـإصحاح 7 الفقرة 52 والـإصحاح 8 الفقرة 12 فإن الدليل الذى يقدم ضد أصالة هذا المقطع ( أى كونه ينتمى أصلا للـإنجيل )هو دليل حاسم وقاطع .

 

وأيضا فى سياق الديل على ماسبق فإن المقطع المذكور وُجد مُـقْحَمَاً فى موضع آخر من إنجيل يوحنا

و يقول بروس متـسجر فى نفس المصدر السابق :

7.36

At the close of ver. 36 manuscript 225 (copied a.d. 1192) inserts the pericope of the adulteress, usually found at Jn 7.53–8.11.

عند نهاية الفقرة 36 ( من الـإصحاح 7) فى المخطوط 225 ( نـُسخ عام 1192 م) يقحم الناسخ مقطع الزانية الذى يوجد عادة مابين الـإصحاح 7 الفقرة 52 و الـإصحاح 8 الفقرة 12.

 

ويقول أيضا :

After ver. 25 several Greek minuscules (1 565 1076 1570 1582) and many Armenian manuscripts add the pericope of the adulteress (7.53–8.11).

بعد الفقرة 25 ( من الـإصحاح 21) العديد من المخطوطات اليونانية( ........) والـأرمينية تضيف مقطع الزانية. (5)

 

انظر أيضا الحاشية 17 على الإصحاح 7 من إنجيل يوحنا من النسخة الكاثوليكية  New American Bible حيث تذكر نحو هذا الذى ذكره بروس متسجر .

وكذا موسوعة كولومبيا Columbia Encyclopedia  والتى تنقل أن جمهور العلماء يرون أن هذا المقطع لا ينتمى للإنجيل .

 

------------ ------------------ ---

(1)

"biblical literature." Encyclopædia Britannica from Encyclopædia Britannica 2007 Ultimate Reference Suite. (2009).

Although there is a Matthew named among the various lists of Jesus' disciples, more telling is the fact that the name of Levi, the tax collector who in Mark became a follower of Jesus, in Matthew is changed to Matthew. It would appear from this that Matthew was claiming apostolic authority for his Gospel through this device but that the writer of Matthew is probably anonymous

(2)

Edger J. Goodspeed, Mathew Apostle and Evangelist,recent attitude toward Mathew,p.20

(3)

Herman Ridderbos , Matthew,p.7

(4)

Bruce Metzger,A Texual Commentary on The Greek New Testament,Gospel According to Mark,p102-103]

(5)

[ Bruce Metzger,A Texual Commentary on The Greek New Testament,Gospel According to John,p. 187-188 ]

 

(6) متى المسكين ، شرح الرسالة الأولى لبطرس ، ص 31 .

(7) متى المسكين , شرح إنجيل مرقس , ص33

 

*

The one now favored by the majority of scholars is the following.

The ancient tradition that the author was the disciple and apostle of Jesus named Matthew (see Matthew 10:3) is untenable because the gospel is based, in large part, on the Gospel according to Mark (almost all the verses of that gospel have been utilized in this), and it is hardly likely that a companion of Jesus would have followed so extensively an account that came from one who admittedly never had such an association rather than rely on his own memories.

**

 

. 7.53–8.11 Pericope of the Adulteress

The evidence for the non-Johannine origin of the pericope of the adulteress is overwhelming. It is absent from such early and diverse manuscripts as P, א B L N T W X Y Δ Θ Ψ 0141 0211 22 33 124 157 209 788 828 1230 1241 1242 1253 2193 al. Codices A and C are defective in this part of John, but it is highly probable that neither contained the pericope, for careful measurement discloses that there would not have been space enough on the missing leaves to include the section along with the rest of the text. In the East the passage is absent from the oldest form of the Syriac version (syr, and the best manuscripts of syr), as well as from the Sahidic and the sub-Achmimic versions and the older Bohairic manuscripts. Some Armenian manuscripts and the Old Georgian version omit it. In the West the passage is absent from the Gothic version and from several Old Latin manuscripts (it, , ). No Greek Church Father prior to Euthymius Zigabenus (twelfth century) comments on the passage, and Euthymius declares that the accurate copies of the Gospel do not contain it.

When one adds to this impressive and diversified list of external evidence the consideration that the style and vocabulary of the pericope differ noticeably from the rest of the Fourth Gospel (see any critical commentary), and that it interrupts the sequence of 7.52 and 8.12 ff., the case against its being of Johannine authorship appears to be conclusive

 

 

 


رسالة بطرس الاولى :

يقول إريك إيف Eric Eve :

بالرغم من ابط 1 : 1 , فليس من الراجح أن المؤلف هو بطرس الحوارى , فاللغة اليونانية الراقية التى كتبت بها الرسالة  تجعل من الرسالة  أجَلّ المصنفات الأدبية فى العهد الجديد . من المحتمل أن الحوارى بطرس كان يدرى قليلا من اليونانية  لكن رسالة بطرس الأولى لا تبدو أنها من عمل صياد أُمِّى من الجليل (أع 4 : 13 ) . فالرسالة توظف مفردات لغوية متطورة  وتحتوى على كلمات لم ترد قط فى أى موضع من العهد العهد الجديد إلا فى هذه الرسالة, والمؤلف يبدو أنه يمُسك ببعض خيوط  البراعة الفنية فى مجال علم البلاغة والبيان الهيلينى ( الإغريقى اليونانى )  كما أنه مطلع وعلى دراية بالعهد القديم فى صورة ترجمته السبعينية اليونانية فى حين أن ما نتوقعه من بطرس الجليلى أن يكون  معتادا أوعلى دراية أكثر بترجوم آرامى ( للعهد القديم ) أو العهد القديم فى صورته العبرانية .

راجع :Eric Eve,  The Oxford Bible Commentary, p. 1263

وبنحو ذلك تقول كل المصادر التالية :

: W. G. Kümmel , Introduction to the New Testament, p. 424 ] [

, A Commentary on First Peter, pp. 6-7 ]  [Paul J. Achtemeier 

:[ Udo Schnelle , The History and Theology of the New Testament Writings, p. 400]

[Alfred Loisy,Birth of the Christian religion,p. 30 ]

[Edgar J. Goodspeed,Introduction to the New Testament,p.266 -273]

دائرة المعارف البريطانية Britannica Encyclopaedia

Ehrman, Bart D. The New Testament: A Historical Introduction to the Early Christian Writings. 2d ed. New York: Oxford University Press, 2000

وبحسب  كتاب  The early Christian world , Vol. I , p. 148  والذى قام بتحريره فيليب إسلر Philip Esler  فهذه هى رؤية غالبية العلماء  حيث يقول الكتاب : معظم العلماء يرون أن بطرس الحوارى ليس هو مؤلف الرسالتين ( أى بطرس الأولى والثانية ) اللتين تحملان إسمه فى العهد الجديد .

و  يرجع تاريخ كتابتها إلى ما بين عامى 70 – 90م  فى رأى ،   أو 95 – 112 م  إبان فترة اضطهاد دوميتيان أو تراجان فى رأى .

مع العلم أن وفاة بطرس  كانت عام  64 ميلادية .

 

 

رسالة بطرس الثانية :

فى مدخل الرسالة من النسخة  New American Bible   نقرأ :

أما فى أوساط العلماء فى العصر الحديث فثمة اتفاق واسع أن رسالة بطرس الثانية  عمل مكتوب تحت إسم مستعار  بمعنى أنها مكتوبة بواسطة مؤلف آخر لاحق والذى عزاها إلى بطرس موافقة  للعرف المتبع فى تلك الأيام . انها تعطى الإنطباع بأنها أكثر بعدا عن العصر الرسولى من رسالة بطرس الأولى والعديد يعتقد أنها آخر كتابات العهد الجديد ويعينون لها كزمان لتدوينها الربع الأول أو حتى ربما الثانى من القرن الثانى . 

ويقول نورمان بيرين :

 He is probably the latest of all the New Testament writers, and a date about A.D. 140 would be appropriate.

مؤلف رسالة بطرس الثانية هو آخر كتاب العهد الجديد  وكتاريخ لتدوين تلك الرسالة فالعام 140 م ملائم .

راجع : [ Norman Perrin , The New Testament: An Introduction, p. 262 ]

وكذا دائرة المعارف البريطانية Britannica Encyclopaedia

 

 

سفر الرؤيا :

مؤلف الكتاب يدعو نفسه يوحنا والذى من أجل عقيدته المسيحية تم نفيه إلى جزيرة بطمس الصخرية , مستعمرة رومانية تُتَّخذ محلا لإيقاع العقوبات . وبالرغم من أنه لم يَدَّعى أنه يوحنا الحوارى الذى يرتبط إسمه بالإنجيل الرابع فقد تم تحديده بيوحنا الحوارى من قبل العديد من آباء الكنيسة الأوائل  ومن ضمنهم  يوستينيوس وإريانوس و أكليمندس السكندرى وترتليانوس وكبريانوس وهيبوليتس بينما عارض ذلك آباء أخرون منهم ديونسيوس الإسكندرى و يوسابيوس القيصرى وكيرلُّس الأورشاليمى  وغريغوريوس النَزَيَنْزِى ويوحنـا فم الذهب , وحقيقة فالمفردات المستخدمة والقواعد النحوية وأسلوب الصياغة يجعل من غير الراجح أن يكون من وضع الكتاب فى صورته الحالية هو نفس الشخص ( أو الأشخاص ) المسئولين عن الإنجيل الرابع . ومع ذلك فثمة وجوه إتفاق من الناحية اللاهوتية واللغوية بين الكتابين . واللهجة التى يوجه بها المؤلف رسائله الى الكنائس السبع تشعر بالمكانة الكبيرة  التى  كان يحظى بها الكاتب لدى المجتمعات المسيحية فى أسيا الصغرى . ومن ثم فمن الممكن أن يقال أنه كان أحد تلاميذ يوحنا الحوارى والذى يتربط اسمه فى التقليد بهذا الجزء من العالم ( أسيا الصغرى ) وتاريخ تدوين الكتاب فى صورته الحالية ـ من المحتمل ـ يرجع إلى فترة حكم دومتيانوس (81- 96 م ) , المضطهد العنيف للمسيحيين .  راجع : New American Bible

 

وفى دائرة المعارف البريطانية : سفر الرؤيا يبدو أنه مؤلف من مجموعة من الأجزاء المستقلة بواسطة مؤلفين مجهولين فى الربع الأخير من القرن الاول بالرغم من كونه يبدو وكأنه مكتوب بواسطة يوحنا ، التلميذ الذى كان يسوع يحبه ، فى جزيرة بطمس فى بحر إيجة .

 

وفى : Oxford Bible Commentary , P. 1288 :

مؤلف سفر الرؤيا كان متنبئا مسيحيا يدعى " يوحنا " والذى نعرفه عنه فقط أنه كان على معرفة  بالجاليات المسيحية فى الولايات الرومانية بآسيا الصغرى وأنه وقت كتابة السفر كان منفيا فى جزيرة بطمس . لقد كان يوحنا أحد أكثر الأسماء اليهودية شيوعا فى ذلك الوقت ولا يوجد سبب وجيه للقول بأن يوحنا هذا هو يوحنا الحوارى

وفى The Harpercollins Bible Dictionary , P 931 :

الحكم السليم يتطلب منا نتيجة مفادها أن مؤلف السفر مجهول بالنسبة إلينا .

 

 

رسالة يهوذا :

فى  دائرة المعارف البريطانية :

“Jude, a servant of Jesus Christ and brother of James” is probably meant pseudepigraphically to relate this Jude to James the brother of the Lord so that this Jude is also a brother of the Lord. This, however, is impossible because the letter reflects a later time.

عبارة " يهوذا , خادم يسوع المسيح وأخو يعقوب " ، من المحتمل  قُصد بها تسمية مستعارة لجعل يهوذا هذا مرتبط بعلاقة أخوة  مع يعقوب أخو المسيح ومن ثم  فهو أخوه أيضا إلا أن هذا من غير الممكن لأن الرسالة تعكس زمانا متأخرا . اهـ

 

ثمة تشابه كبير بين رسالة يهوذا ورسالة بطرس الثانية لاسيما يهوذا إصحاح 1 : 4 ـ 16 , و بطرس الثانية إصحاح 2 : 1 ـ 18 . ما يدفع للقول بوجود صلة أدبية بين الرسالتين وبما أنه ليس هناك دليل على أن المؤلفين استعارا  من مصدر موحد فيفترض عادة أن أحدهما استعار من الآخر . وجمهور العلماء على أن رسالة  يهوذا هى أقدم الإثنين لأن مؤلفها يقتبس من كتابات يهودية ليست ضمن الأسفار القانونية  مثل كتاب يسمى عهد ( أو ميثاق ) موسى ( يهوذا 1 : 9 ) , و سفر أخنوخ ( يهوذا 1 : 14 ـ 15 ) . بينما يحذف مؤلف بطرس الثانية كلا الإقتباسين وبما انه كان ثمة جدال دائر فى الكنيسة الأولى حول هل من اللائق الإقتباس  من الكتابات غير القانونية التى تحتوى مواد اسطورية فمن الراجح أكثر أن مؤلفا لاحقا سوف يحذف هذه الإقتباسات لا أن يضيفها .

 

كثير من الشراح اليوم يعتبرون الرسالة عبارة عن عمل ملفق مكتوب تحت اسم مستعار يرجع تاريخ كتابته الى نهاية القرن الاول أو حتى بعد ذلك .

وفى سياق الإستدلال على وجهة النظر تلك فهو يقدمون الحجج التالية (1) الحواريون ( الذين ينتمى اليهم يهوذا ) مذكورون على أنهم ينتمون إلى عهد منصرم أو فائت( يهوذا 1 : 17 ـ 18 ) .  (2) الإيمان يفهم فى الرسالة على أساس أنه  مجموعة من المعتقدات والتعاليم المُسَلَّمة كتقليد ( 1 : 3 )  ( والمقصود أن هذا يشعر بطول الفترة بين زمن تدوين الرسالة والعصر الرسولى الذى ينتمى اليه يهوذا ). (3) أسلوب الصياغة اليونانى المتمكن لدى الكاتب يشير إلى أن الكاتب خلفيته الثقافية  هيلينية ( يونانية إغريقية ) ( وهذا بخلاف يهوذا العبرانى الآرامى ) (4) السمة الغنوصية للأغلاط  التى تعالجها الرسالة وتتناولها تلائم أكثر   بداية القرن الثانى لا قبل ذلك بعدة عقود ( حيث الفترة التى يفترض أن يهوذا لا يزال حيا فيها ) .

راجع : New American Bible

وكذا Kummel , Introduction to the New Testament , P428   ،

The New Testament : An Introduction  , p. 260  Norman Perrin ,

حيث يقول نورمان بيرين : هذه الرسالة مكتوبة تحت إسم مستعار pseudonymous كما هو الحال بالنسبة لجميع أدبيات الكاثوليكية الناشئة فى العهد الجديد .

رسالة يعقوب :

بحسب Kummel , Introduction to the New Testament , P 412-3

فإنه بالنسبة لغالبية العلماء فإن رسالة يعقوب يعتقد أنها مكتوبة تحت إسم مستعار Pseudepigraph

وبحسب دائرة المعارف البريطانية : فبالرغم من ان التقليد  ينسب إلى يعقوب أخى المسيح كتابة الرسالة إلا إن هذه النسبة لا تؤيدها الدرسات العلمية الحديثة .

 

رسائل يوحنا :

القول فيها كالقول فى إنجيل يوحنا راجع New American Bible  .

والجدير بالذكر ههنا أن جملة : فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد . ( 1يوحنا 5 : 7 ) والتى توجد فى الترجمة العربية هى جملة مزيدة على نص الرسالة حيث توجد فقط فى بعض المخطوطات المتأخرة القليلة  ولاتوجد فى أى مخطوط يونانى قبل القرن 16 الميلادى ، وعادة ما تحذف فى النسخ الإنجليزية الحديثة  ، راجع  على سبيل المثال حاشية الإصحاح 5 من New American Standard Bible  ، و  

New International Version  .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البشارة في الإنجيل

مناهج الغربيين في الحديث النبوي

الفطرة وعلم الإدراك