مؤلف إنجيل مرقس

 

إنجيـــــل مَرْ قُس ( صدر تقريبا فى الفترة ما بين عامى 70 و 80 م )

في  مدخل إنجيل مرقس فى النسخة الأمريكية الحديثة للكتاب المقدس New American Bible    نقرأ:

بالرغم من أن الكتاب مجهول المؤلف، بصرف النظر عن العنوان العتيق " بحسب البشير مرقس" الذى نجده فى المخطوطات، فلقد عزا التقليد هذا الإنجيل إلى يوحنا الملقب مرقس والذى كان يتجمع بمنزل والدته ( بأورشاليم ) المسيحيون الأوائل. ومَرْقُس  هو ابن عم ( وقيل ابن أخت ) برنابا وكان قد صاحب كل من بولس وبرنابا فى رحلة تبشيرية، كما أنه مذكور فى رسائل بولس وكذلك بصحبة بطرس ( فى رسالة بطرس الأولى ). كما أن ببياس يصف مرقس بأنه مترجم بطرس، وتلك مقالة يقول بها بعض آباء الكنيسة الآخرين. غير أن أثر كرازة بطرس الشفهية وأقواله على إنجيل مرقس لابد أن لا يُبالغ فى تقديره. فلقد جمع كاتب الإنجيل ( مرقس ) كتابه من مصادر شفهية ومن الراجح من مصادر مكتوبة أيضا ... قصص المعجزات والأمثال والأقوال وقصص المناظرات والمجادلات وكذلك حكاية المعاناة والآلام ( أى معاناة المسيح ) وذلك ليخبر عن المسيح المصلوب أهلَ زمانه. 

ووفقا للتقليد فإن الإنجيل قيل أنه كتب قبيل عام 70 م فى روما فى وقت صار الإضطهاد فيه وشيكا وخيَّم شبح الخراب على أورشاليم . كما يبدوأن المُخاطَبين بهذا الـإنجيل هم من الأممين الذين هم ليسوا على دراية بالتقاليد والعادات اليهودية . والغرض من هذا الإنجيل هو تسليح هؤلاء المسيحيين الأمميين كى يقفوا راسخين فى الإيمان فى وجه الـإضطهاد فى حين يمضون فى الكرازة بالـإنجيل التى بُدِأت فى الجليل . والبحث الحديث كثيرا ما يقترح كمؤلف للـإنجيل  يهودى مُتـَنَصِّر مُتَهَلْين أو هيلينى  وكمكان لتدوينه سوريـا ربما بُعَيْد عام 70 م . انتهى

 ويقول  جودسبيد  E. J. Goodspeed :

الربط ما بين بطرس ومرقس وروما ـ الذى ينعكس فى أقصوصة ترجع لبابياس ـ فى واقع الأمر نجده فى وقت مبكر  فى رسالة بطرس الأولى (5 : 13) : تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم ومرقس ابني . وسوف نرى أن رسالة بطرس الأولى كتبت بواسطة الكنيسة الرومانية فى زمن متأخر من القرن الأول وفى هذه الكلمات فهى تربط بين بطرس ومرقس وروما  " بابل " الموضوعة على التلال السبعة فى سفر الرؤيا ( رؤ. 17 : 5&9 ) . فهذا الجمع ـ بين مرقس وبطرس وروما ـ يوعز بأن  منشأ ومصدر إنجيل مرقس الوارد فى التقليد ( أى فى روما ومن التدوين الشفهى لوعظ وتعليم بطرس بواسطة مرقس) وهذا عينه من الراجح هو ما اهتم وقصد كاتب رسالة بطرس الأولى أن يفعله .

 [ Edger Johnson Goodspeed, Introduction to the New Testament, p 156 - 156 ]

 قلت :وهذا يعني أن اسم القديس مرقس استعير فى رسالة بطرس الأولى ـ كما استُعير اسم القديس بطرس ـ حيث ورد بها على لسان بطرس : تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم ومرقس ابني....وكأن المتكلم هو بطرس والمقصود بإبنى مرقس هو حقا القديس مرقس وهذا قد وقع من الكنسية الرومانية التى أصدرت هذه الرسالة بغرض الـإيهام. وكما هو الحال أيضا بالنسبة لـإنجيل مرقس  فهو اسم استعارته الكنيسة الرومانية للـإنجيل الذى أصدرته وذلك لتكسب له الثقة بأخباره وما ورد به  .


مكان تدوين الـإنجيل :

يقول نينهام  Nineham:

من بين الأماكن المقترحة فإن روما إلى حـد ما هى الـأكثر شهرة وبقدر ما تسمح به الـأدلة التى بين أيدينا من استنتاج فهى ربما الـأكثر احتمالا ( كمان لتحرير الـإنجيل وإصداره ) . فإنجيل مرقس مُوَجَّه كما هو واضح لكنيسة تتكون فى معظمها من أعضاء أمميين ( من غير اليهود)، ولشخص عاين أو قاسى ويلات الـإضطهاد  أو كان متحسبا لوقوعه فى سبيل الـإيمان . وهذا كله يرجح كفة روما كمكان لصدور الـإنجيل وإذا كان حقا منذ البداية تم تداول هذا الـإنجيل تحت عباءة الكنيسة الرومانية فهذا يجعل من السهل تفسير الصبغة الرسمية التى حظى بها ذلك الـإنجيل فى فترة وجيزة من تاريخ صدوره .

[ Dennis Nineham, Saint Mark, pp. 42-43 ]

وفي سياق نقل الـأب متى المسكين  عن إريناوس قوله الوارد فى كتابه ضد الهراطقة (Against Heresies 3.1.1) يقول الـأب متى المسكين: جاء ذكر إنجيل ق. مرقس فى كتاباته( أى إيرناوس ) عن الـإنجيل،   بعد أن ذكر أن إنجيل القديس متى كتب أثناء ما كان القديسان بطرس وبولس على قيد الحياة يبشران بالـإنجيل وينشئان كنيسة روما , هكذا :[ وبعد أن استشهد كلاهما ( أى بطرس وبولس ) , قام تلميذ  ومترجم بطرس  لينقل لنا كتابة الـأمور التى بشر بها بطرس . ]

[ متى المسكين , شرح إنجيل مرقس , ص33 ]

 

ويقول متى المسكين نقلا عن أكليمندس السكندرى فى نفس المصدر السابق  ص 33 ـ 34 :[ حينما أكمل بطرس كرازته فى روما جهارا وأعلن الـإنجيل بالروح فالحاضرون وكانوا كثيرين ترجوا مرقس لكونه مرافقا لبطرس مدة طويلة ويذكر كل ما قاله أن يسجل لهم كلماته ومرقس عمل هذا وسلم إنجيله إلى الذين ترجوه  وعندما علم بطرس بذلك لم يتحمس  فى ممانعة ذلك ولاهو شجع العمل  ((Eusebius, H. E. vi,14.6f.)].

ويقول رجينـالد فولـر Reginald Fuller : إفادة إيرناوس ( آنفة الذكر ) بأن إنجيل مرقس دوِّن فى رومـا نالت قبولـا واسعا من قبل العلماء فى عصرنا الحديث ( على سبيل المثال " ستريـتر" ) .  A Critical Introduction to New Testament, p. 107

وفى دائرة المعارف الكتابية :

ويقول إبيـفانيوس القبرصي (حوالى 350م): "وبعد متى مباشرة، إذ أصبح مرقس من تابعى القديس بطرس فى روما، أوكلت إليه كتابة إنجيل، ولما أكمل عمله، أرسله القديس بطرس إلى مصر".

 [International Standard Bible Encyclopaedia, Mark, Gospel According to, part 1 , V. Authorship]

فمما سبق، وبغض الطرف عن نسبة التقليد الكنسى تدوين الإنجيل لمرقس , يتضح أن الـإنجيل المنسوب زورا إلى مرقس مَنـْشَؤه هو روما ـ كما يعضده التقليد الكنسى ـ وفضلا عن ذلك فهذا الـإنجيل ما  هو إلـا صنيعة الكنيسة الرومانية التى زورت الرسالة المساة رسالة بطرس الـأولى هي الأخرى. وهذا يتضح من حقيقة بالغة الأهمية ألا وهى أن الذى عليه المحققون هو أن بطرس لم ينشىء كنسية روما ولا ساهم فى ذلك ولا بشَّر بها  ألبتة  كما تزعم الكنيسة الكاثوليكية بل لم تطأ قدماه أرض روما على الأصح.

 وفى ترجمة القديس بطرس نقرأ فى دائرة المعارف الكتابية :

وبعد فترة وجيزة، ثار اضطهاد آخر ضد الكنيسة، ومد الملك هيرودس أغريباس " يديه ليسيء إلى أناس من الكنيسة، فقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف " ووضع بطرس في السجن ناوياً أن يقتله هو أيضاً. " أما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله " فأنقذه الله من السجن بمعجزة ( أع : الأصحاح الثاني عشر ). ثم يختفي من المشهد قليلا حتى نراه في المجمع الكنسي في أورشليم عند النظر في موضوع الختان وحفظ الناموس، فأضاف شهادته إلى شهادة بولس وبرنابا لتأكيد التبرير بالإِيمان وحده ( أع :الأصحاح الخامس عشر ).

وحدث بعد ذلك أن زار أنطاكية، وكانت له شركة مع المؤمنين من الأمم، ولكن لما " أتى قوم من عند يعقوب.. كان يؤخر ويفرز نفسه خائفاً من الذين هم من الختان " فأضطر الرسول بولس إلى مقاومته " مواجهة لأنه كان ملوماً " ( غل 2 : 11 ــ 14 ).

ولا نعلم إلا القليل بعد ذلك عن بطرس سوى إنه كان يجول يخدم مصطحبا معه زوجته ( اكو 9 : 5 )، وأنه كتب رسالتين، وأن رسالته الثانية قد كتبها قرب نهاية حياته ( 2 بط 1 : 12 ــ 15 ).

ويقول التقليد إنه مات شهيداً في رومية حوالي 67 م وهو في نحو الخامسة والسبعين من عمره. وكان الرب قد سبق أن أنبأه بالموت العنيف الذي سوف يتجرعه ( يو 21 : 18و 19 )، ويقال إنه استشهد فعلاً بالصلب في مدة حكم نيرون، كما يقال إنه قد صُلب منكس الرأس بناء على طلبه إذ حسب نفسه غير مستحق أن يشبه سيده في موته.

ويجب ملاحظة أن التقليد المختص بزيارته لروما، هو مجرد تقليد ولا أكثر من ذلك، وقد قام على خطأ في حسابات بعض الآباء الأولين " الذين زعموا أنه ذهب إلى روما في عام 42 م عقب نجاته من السجن ( أ ع 12 : 17 )، ولكن ــ كما يقول " فيليب شاف " ــ لايمكن التوفيق بين هذا وصمت الكتاب المقدس، بل ومع حقيقة أن الرسول بولس كتب رسالته إلي رومية في 58 م دون أن يذكر كلمة واحدة عن سبق خدمة بطرس في تلك المدينة، علاوة على أن بولس كان محترصاً لئلا بيني " على أساس لآخر " ( رو 15 : 20، 2 كو 10 : 15و16 ). ( بمعنى أنه لا يكرز حيث كان يكرز غيره )

ولكن ليس من السهل أيضاً إنكار أن بطرس قد قضي الجزء الأخير من حياته في روما وأنه مات فيها شهيداً، وأنه دفن هناك ــ ربما بالقرب من الفاتيكان. أما غير ذلك من التفاصيل فلا يمكن القطع به بما وصل إلينا من مصادر متيقنةانتهى

 [ International Standard Bible Encyclopedia, Peter, St. ]

يقول فيليـب شــاف   Philip Schaff: 

الخطأ الرئيسى فى شهادة كل من ديونيسوس وإريناوس  وجايوس الرومانى فى القرن الثانى الميلادى , وشهادة أكليمندس السكندرى وأوريجانوس وهيبوليتس وترتليانوس فى القرن الثالث  وشهادة لـاكتانتيوس ويوسابيوس وجيــروم وآخرون فى القرن الرابع  هو أن إسم بطرس يقترن بإسم بولس كمؤسس لكنيسة روما ولكن هذا يمكن شرحة بناءا على الحقيقة الراجحة من أن الغرباء من روما والذين شهدوا معجزة يوم الخمسين واستمعوا إلى موعظة بطرس، وكذلك أيضا بعض التلاميذ الذين تشتتوا خارج أورشاليم وفلسطين نتيجة الـإضطهاد بعد استشهاد استيفانوس، حملوا بذور الـإنجيل إلى روما، وأن هؤلاء الذين تحولوا الى المسيحية بفضل بطرس  صاروا المؤسسين الحقيقين لتجمع اليهود المتنصرين فى حاضرة الدولة الرومانية ( روما ) . وبذلك فقد تحولت وساطة بطرس غير المباشرة فى تأسيس هذه الكنيسة ( أى من خلال المتحولين على يديه) الى وساطة مباشرة بواسطة التقليد والذى دأبه أن يتناسى أسماء التلاميذ فى سبيل تمجيد الأستاذ . ووقت وصول بطرس ( المفترض ) إلى روما  وفترة مقامه بها لا يمكن تأكيدها فصمت سفر أعمال الرسل وكذلك رسائل بولس حيال ذلك يمنحه فقط فترة وجيزة من العمل هناك بعد عام 63 م  وأسقفية بطرس التى دامت 25 عام فى روما التى تتحدث عنها الكنيسة الكاثوليكية لاشك خطأ تأريخى هائل .

[ Philip Schaff, History of the Christian Church, Volume I: Apostolic Christianity. A.D. 1-100]


يقول الـأب متى المسكين : ويؤكد هذا المؤلف الـألمانى ( ألا وهو ليونارد جوبلتLeonhardt Goppelt  الذى استعان بشرحه لرسالة بطرس الـأولى و يقول عنه متى المسكين فى شرحه لنفس الرسالة ص 31 أنه يحسب من أوائل المقتدرين على شرح الـإنجيل وأنه فى شرحه لرسالة بطرس الأولى  A commentary on 1st Peter أُعتبر من أعظم الـلاهوتيين والشارحين ) بعد البحث فيما يزيد عن 200 مؤلَّف أن بطرس الرسول لم تطأ قدماه روما .

ثم يضيف متى المسكين : وفى رأيى الشخصى أن بطرس  إن كان قد دُعى للشهادة والصلب مُنَكَّسا فى روما أيام حكم نيرون فيكون استدعاؤه على عجل بسبب الشهادات المرفوعة ضده من الولاة فى أسيا الصغرى وقد صلب فعلا منكسا فى روما حسب طلبه .

 [ متى المسكين , شرح الرسالة الـأولى للقديس بطرس الرسول ص32 ]

ويقول أيضا : وقد تكلم بعض الآباء الأوائل كمؤرخين عن خدمة بطرس الرسول ولكن كلها يعوزها البرهان كخدمته فى روما أو أسيا الصغرى أو بابل.

ثم ذكر بعض الـآباء الذين ذكروا استشهاد بطرس فى روما ثم قال : ولكن العالم ماير ينتقد هذه الشهادات كلها لأنها غير معتمدة  تاريخيا وتقوم على معارف غير مؤكدة .

 راجع المصدر السابق ص  10  

وفى قاموس الكتاب المقدس Easton's Bible Dictionary :

ليس ثمة دليل كافى يشفى الغلة  على أنه  ( أى بطرس ) كان فى روما فى يوم من الـأيام.

 [ Easton's Bible Dictionary, Peter ]  


ويتحدث متى المسكين فى شرحه لـإنجيل مرقس عن سقوط نظرية أن إنجيل مرقس هو تدوين لتعليم بطرس الرسول  وينقل عن رالف مارتن Ralph Martin  قوله : [أمام الأبحاث النقدية الحديثة خرج إنجيل مرقس من القرن التاسع عشر خاليا من أى علاقة لبطرس الرسول به], وكذلك ينقل عن إدوارد شفيْتزر  Schweizer E. نفيه القطعى أى صلة للقديس بطرس بإنجيل مرقس .

[ متى المسكين, شرح  إنجيل مرقس , ص 109و 112 ]

فمما سبق يتضح أن ذهاب بطرس الى روما وكرازته واستشهاده بها ليس من الثابت تاريخيا  ولما كان ذهابه اليها أصل ينبنى عليه التقليد القائل بأن مرقس دون فى روما التعاليم الشفهية لبطرس بها  وهذا الأخير فرع عليه  فإذا بطل  ذهاب بطرس لروما وكرازته بها ـ وقد تقرر ذلك فيما سبق ـ بطلت نسبة هذا الـإنجيل لمرقس وبطلت دعوى التقليد القائل بكتابة مرقس لهذا الإنجيل كتدوين لتعاليم بطرس الشفهية فى روما إذ أن القدح فى أصل الشىء قدح فيه  إلى جانب ما تقرر من جانب العلماء من أن الإنجيل المنسوب لمرقس الذى بين أيدينا ليس مجرد تدوين لتعاليم بطرس الشفهية ونفيهم أى علاقة لبطرس بهذا الإنجيل على عكس ما يدعيه التقليد القائل بنسبة هذا الإنجيل لمرقس وأنه تدوين لتعاليم بطرس الشفهية فى روما.

وإن كان يُشْتم من دعوى ذلك التقليد أن هذا الـإنجيل صدر فى روما وأصدرته الكنيسة الرومانية تحت عباءتها كما تقدم .

أما دعوى الكنيسة الرومانية التى روجت لها فى الأوساط المسيحية وهى دعوى ذهاب بطرس لروما وضلوعه فى انشاء كنيستها فهذا لسبب لا يخفى على أحد ألـا وهو أن الكنيسة الرومانية تبغى من ذلك أن تنسب لنفسها مجدا وشرفا زائفين  بأن تدعى أن علم المسيحية اليهودية وحامل إنجيل الختان (بطرس) فضلا عن علم المسيحية الـأممية وحامل إنجيل الغرلة (بولس) هو عضو مؤسس فيها بل وأول أساقفتها !! وأن تلك الكنيسة هى التى عناها المسيح بقوله لبطرس : مت. 16:18  وانا اقول لك ايضا انت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها. وبذلك تدعى لنفسها مكانة وشرفا تتفوق بهما على سائر الكنائس .

 

ومما يقدم كدليل ضد نسبة هذا الإنجيل إلى القديس مرقس  هو أن كاتب الإنجيل ينقصه المعرفة  بجغرافية فلسطين التى نتوقعها من يهودى مقيم بفلسطين ويُفترض أنه خرج فى رحلات تبشيرية خارج فلسطين إلى الآفاق ( ألا وهو مرقس) وهذا ما سأتي على ذكره بعد ذكر بعض المعلومات الجغرافية.


بعض الملامح الجغرافية:

بيت عنيا : اسم أرامي لا يعلم معناه على وجه التحديد فقد يعني " بيت التمر" أو بيت العناء ". وهي قرية على بعد نحو ميلين إلى الجنوب الشرقي من أورشليم ( يو 11 : 18 ) على الطريق إلى أريحا على جيل الزيتون بالقرب من بيت فاجي التي ارسل منها يسوع تلميذيه لإحضار الأتان التي ركبها إلى أورشليم ( مر 11 : 1، لو 9 1 : 29 ). 

بيت فاجى : اسم أرامي معناه " بيت التين الفج " ( غير الناضج )، وهي قرية صغيرة إلى الجنوب الشرقي من جبل الزيتون على الطريق من أورشليم إلى أريحا، وتذكر مع بيت عنيا ( مت 21 : 1، مرقس1:11 ، لو 19 : 29 ). ويرد ذكرها كثيراً في التلمود اليهودي، مما يمكن أن نستنتج منه أنها كانت قريبة جداً من أورشليم ولكن خارج أسوارها، فقد كانت على بعد سفر يوم سبت إلى الشرق من أورشليم،(( أى  تبعد عنها حوالى 2000 ذراع )) وكانت محاطة بنوع من الأسوار ومن بيت فاجي ارسل الرب يسوع أثنين من تلاميذه لإحضار الأتان التي امتطاها في دخوله الظافر إلى أورشليموقد اختلف الباحثون في تحديد موقعها، والأرجح أن مكانها هو الذي يشغله الآن " كفر الطور ".

[ دائرة المعارف الكتابية ] و Easton's Bible Dictionary


مدينة صور الفينيقية :

 اسم سامي معناه " صخر " وهو اسم صور المدينة الفينيقية والميناء الشهير على الساحل الشرقي للبحر المتوسط ، وعلى بعد نحو 40 كيلو متراً إلى الجنوب من صيدون (صيدا) ، ونحو خمسة وأربعين كيلو متراً إلى الشمال من عكا ، وتسمى " صور " في العبرية و " صورو " في الإشورية و " دارو " في النقوش المصرية، و " تيروس " في اليونانية ومنها جاء اسم في الأنجليزية Tyre، وكانت " صور " تتكون من جزءين : أحدهما على جزيرة والآخر على الشاطئ مقابلها ، لعله هو المسمى " يوصو " في النقوش الإشورية.  وكانت المدينة تستمد مياهها من نهر الليطاني.  وكانت تسيطر على السهل المجاور لها في الشمال حيث كانت تقع صرفة صيدا 

 ( دائرة المعارف الكتابية و قاموس  الكتاب المقدس ) [ Easton's Bible Dictionary, Tyre]

صيدا ( صيدون) zidon :

تعنى " مكان الصيد " , بلدة على ساحل البحر المتوسط تبعد حوالى 25 ميلا شمال مدينة صور .

 [ Easton's Bible Dictionary, zidon]

ففي ضوء ما سبق يقول راندل هيلمز حول العدد 1 من الـإصحاح 11 من إنجيل مرقس ((  ولما قربوا من اورشليم الى بيت فاجي وبيت عنيا عند جبل الزيتون ارسل اثنين من تلاميذه ((  وقد كان المسيح مع تلاميذه فى أريحا ( مرقس 10 :46 ) قبل أن يأتى  إلى أورشليم كما هو مذكور فى الفقرة آنفة الذكر :  عندما يأتى أحد  إلى أو يدنو من أورشليم من جهة أريـحا فإنه يأتى أولا إلى بيت عنيا ثم إلى بيت فاجى وليس العكس ( كما هو وارد فى إنجيل مرقس ) .

[Who Wrote the Gospels?, p. 6,   [ Randel Helms,

وكذلك ماورد فى الـإصحاح 7 العدد31 :  ثم خرج ايضا من تخوم صور وصيدا وجاء الى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر.

 يقول بروس متسجر Bruce Metzger :

طبقا للقراءة التى تدعمها أجل المخطوطات الإسكندرانية والغربية وكذلك شواهد أخرى ذات أهمية، فلقد سار يسوع فى طريق غير مباشر متجها شمالاً  من صور إلى صيدا (صيدون) ومن هناك  متجها نحو الجنوب الشرقى عبر ليونتس مستمرا فى السير جنوبا حتى إلى ما بعد قيصريِّة فيلُبـُّس  نحو شرق الأردن ومن ثم مقتربا من بحيرة الجليل من الجانب الشرقى لها  فى إقليم المدن العشر. فالقراءة  التى تقرأ بـ" من تخوم صور وصيدا " هى تعديل أدخله النساخ على النص إما عن غير قصد ( لكونهم مثلا متأثرين بالتعبير المألوف " صور وصيد " )  أو عمدا ( لأنه هكذا فى القراءة الأصلية يصبح الطريق الذى سكله يسوع مُلْتَوِيَاً فوق المعتاد) .

 [ Bruce Metzger, A texual Commentary on the Greek New Testament, Gospel According to Mark]

وليس خط السير الذى يصفه متسجر وارد بالقراءة الأصلية بل هذا الوصف التفصيلى لرحلة يسوع أُرْغِم عليه الشراح وذلك استدراكا منهم للخطأ الذى وقع فيه كاتب إنجيل مرقس .

حيث يقول متى المسكين : يفكر بعض الشراح أن المسيح انطلق من شمال صيدون متجها نحو الجنوب الشرقى داخل ليونتس Leontes  واستمر فى السير جنوبا حتى إلى بعد قيصرية فيلبس نحو شرق الأردن عبر الجزء الشمالى من العشر مدن . وهذه الرحلة طويلة للغاية قدرها العالم بوركت بأنها استغرقت  نحو 8  أشهر .

[ متى المسكين , تفسير إنجيل مرقس , ص359 و360 ]

 

قلت : والقراءة الصائبة الأصلية للفقرة هى كالتالى كما وردت فى النسخة الدولية الحديثة NIV والنسخة الأمريكية للكتاب المقدس New American Bible  وترجمة كتاب الحياة  : ثم غادر يسوع نواحى صور وعاد إلى بحيرة الجليل , مرورا بصيدا وعبر حدود المدن العشر .( مرقس 7 : 31 )  

Again he left the district of Tyre by the way of Sidon to the sea of Galilee,into the district of Decapolis

New American Bible

أما فى نسخة الملك جيمز وترجمة سميث & فانديك  فهى على النحو التالى ( وهى القراءة المعدلة ):

      And again, departing from the coasts of Tyre and Sidon, he came unto the sea of Galilee, through the midst of the coasts of Decapolis

  ثم خرج ايضا من تخوم صور وصيدا وجاء الى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر .  

وذلك من عمل النُّسَّاخ كما أوضح مستجر , وذلك ليوهموا أن المقصود أنه جاء من جهة منطقة صور وصيدا ( أى من جهة المنطقة الشمالية الغربية لبحيرة الجليل التى تقع بها كل من صور وصيدا على ساحل المتوسط) إلى بحيرة الجليل مباشرة وهذا الوصف ـ وهو الوصف الذى يمكن القول بأنه وصف سليم لرحلة يسوع بتقدير وقوعها ـ هو الواقع بإنجيل متى ( 15 :21 )

وقد قاموا أيضا بإضافة " وصيدا " إلى " نواحى صور " فى الفقرة 24 من نفس الإصحاح (7) لحبك التعديل الذى أدخلوه على العدد 31 .

يقول بروس متسجر فى نفس المصدر السابق :

الكلمات " وصيدا " تبدوا أنها محاكاة لما وقع بإنجيل متى 15 :21  ومرقس 7: 31 ( المُعَدِّلَة) . فلو كانت هذه الكلمات موجودة  أصلا ( أى " و صيدا " ) فليس ثمة ما يبرر حذفها أو اسقاطها . فالشواهد التى تحوى القراءة الأقصر ( أى من دون زيادة " وصيدا " ) تضم مخطوطات ونسخ غربية وانواع أخرى من المخطوطات والنسخ (أى انواع اخرى من النصوص). انتهى

 

والقراءة الصحيحة كما ورد بنسخة كتاب الحياة كالتالى :

ثم ترك يسوع تلك المنطقة وذهب إلى نواحى صور فدخل بيتا وهو لا يريد أن يعلم به أحد ومع ذلك لم يستطع ان يظل

مختفيا . ( مرقس 7 : 24 )

ثم ساق قصة المرأة التى كان بإبنتها روح نجس إلى أن قال :

ثم غادر يسوع نواحى صور وعاد إلى بحيرة الجليل , مرورا بصيدا وعبر حدود المدن العشر .( مرقس 7 : 31 )

فمن الفقرة 24 نعلم أنه كان بنواحى صور ثم من الفقرة 31 أنه غادر نواحى صور مارا بصيدا ومنها إلى بحيرة الجليل ( وهذا على حد وصف كاتب إنجيل مرقس)

بينما وصف إنجيل متى ـ الذى يعده العلماء نسخة مسهبة ومعدلة أومنقحة من إنجيل مرقس كما سيأتى فى مقال مختص بإنجيل متى ـ يتفادى هذا الخطأ الفادح الذى وقع فيه كاتب إنجيل مرقس لما وصف خط سير يسوع من نواحى صور الى بحيرة الجليل وصفا ينم عن أن الواصف تنقصه المعرفة بجغرافية المكان إذا يقول أنه لدى ذهابه من نواحى صور إلى بحيرة الجليل مر بصيدا  التى تقع إلى الشمال من صور بينما تقع بحيرة الجليل الى الجنوب الشرقى من صور!!

بينما عمد كاتب إنجيل متى للقول بأن يسوع ذهب إلى نواحى صور وصيدا ( أى المنطقة الشمالية الغربية لبحيرة الجليل التى تقع بها كل من صور وصيدا على ساحل المتوسط دون أن يحدد الموضع بالضبط كما حدده مرقس بنواحى صور على وجه التحديد)  ثم عاد من تلك المنطقة إلى بحيرة الجليل مباشرة  وبالتالى فثمة اختلاف فى المعنى بين ما ورد بصدد هذه الرحلة التى قام بها يسوع  فى إنجيلى مرقس ومتـى . 

 

زمن تدوين الإنجيل:

عثر عالم البرديات يوسى أوكالاجان Jose O' Callaghan ( 1972 م )

وهو راهب يسوعى من معهد دراسات الكتاب المقدس بروما فى الكهف رقم 7 بوادى قمران على قصاصتين وهما   7Q5و  7Q6تحويان الأعداد 6: 52 ـ 53 و 4: 28   من إنجيل مرقس في زعمه ويقدر زمانهما مبدئيا بسنة 50 ميلادية . 

[ متى المسكين , شرح إنجيل مرقس , ص 114 ]

وهذا يدفعنا إذا صح هذا الكلام للقول بتاريخ مبكر عن زمن الحرب اليهودية لتصنيف نواة الإنجيل ومن ثم يمكن القول بأن إنجيل مرقس فى صورته الحالية ( عدا نهاية الإصحاح الأخير التى سيأتى الحديث عنها ) والذى أصدرته الكنيسة الرومانية  هو الوثيقة التى دونت سابقا ( قبل عام 50 م!؟ ) فى صورة بدائية ربما فى سوريا من قبل مؤلف مجهول كما يقول البعض وكما هو مذكور فى مقدمة النسخة الأمريكية الحديثة للكتاب المقدس  ثم تلقفتها الكنيسة الرومانية فيما بعد ( بعد عام 70 م) وأدخلت عليها أعمال تحريرية.

ومن الجدير بالذكر أن أحد الأعداد الموجودة بالقصاصات التى إكتشفها العالم المذكور ألا وهى العدد 28 الإصحاح الرابع  كالتالى:  لان الارض من ذاتها تأتي بثمر. اولا نباتا ثم سنبلا ثم قمحا ملآن في السنبل.

وهذه الفقرة هى فى سياق وصف المسيح  لملكوت السماوات،   حيث وردت الفقرة فى السياق التالى فى إنجيل مرقس :

 

26  وقال.هكذا ملكوت الله كأن انسانا يلقي البذار على الارض

27  وينام ويقوم ليلا ونهارا والبذار يطلع وينمو وهو لا يعلم كيف.

28  لأن الأرض من ذاتها تأتي بثمر.أولا نباتا ثم سنبلا ثم قمحا ملآن في السنبل.

29  واما متى ادرك الثمر فللوقت يرسل المنجل لان الحصاد قد حضر

30  وقال بماذا نشبّه ملكوت الله او باي مثل نمثله.

31  مثل حبة خردل متى زرعت في الارض فهي اصغر جميع البزور التي على الارض.

32  ولكن متى زرعت تطلع وتصير اكبر جميع البقول وتصنع اغصانا كبيرة حتى تستطيع طيور السماء ان تتآوى تحت ظلها

وقد تناولت في مقال مستقل أن هذه هي البشارة المقصودة في الآية: { ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شَطْأَه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يُعجب الزُّرَّاع ليغيظ بهم الكفار}

 الزيادات على النص  Interpolations  :

 (1)            فتم الكتاب القائل وأُحصي مع أَثَمَةٍ ( مرقس 15 : 28 )

يقول بروس متسجر Bruce Metzger :

أقدم وأجل الشواهد ( المخطوطات) الـإسكندرانية والغربية تفتقد الفقرة 28 ويمكن إدراك أن النساخ قاموا بإضافة الجملة فى الحاشية من موضع آخر هو لوقا 22 : 37 ومن تلك الحاشية تم إدراج الجملة فى النص نفسه فليس ثمة ما يبرر ـ لو كانت هذه الجملة أصيلة ـ حذف تلك الجملة من المخطوطات آنفة الذكر . كما أنه من الملاحظ جيدا أن مرقس قلما ومن النادر جدا أن يقتبس من العهد القديم .

 [ Bruce Metzger,A Texual Commentary on The Greek New Testament,Gospel According to Mark]

 نهاية إنجيل مرقس :

 يقول الـأب متى المسكين :

أما الـآيات الـإثنتا عشرة الباقية ( 16: 9ـ20 ) فقد أثبتت أبحاث العلماء المدققين أنها فقدت من الـإنجيل وقد أُعيد كتابتها بواسطة أحد التلاميذ السبعين المسمى بأريستون .

[ متى المسكين , الـإنجيل بحسب القديس مرقس دراسة وتفسير وشرح , ص622 ]

 

ويقول بروس متسجر  Bruce Metzger  :

وهكذا فبناءا على الدليل الخارجى واعتبارات داخلية قوية ( متعلقة بالنص وأسلوب صياغة الجمل ) يتضح أن أقدم صورة محققة لـإنجيل مرقس تنتهى عند العدد 8 من الـإصحاح الـأخير ( 16 ) .

 [ Bruce Metzger, A Texual Commentary on The Greek New Testament,Gospel According to Mark]

 

ولمزيد من التفصيل حول هذه النقطة :

 

16.9–20 The Ending(s) of Mark

Four endings of the Gospel according to Mark are current in the manuscripts. (1) The last twelve verses of the commonly received text of Mark are absent from the two oldest Greek manuscripts (א and B), from the Old Latin codex Bobiensis (it), the Sinaitic Syriac manuscript, about one hundred Armenian manuscripts, and the two oldest Georgian manuscripts (written a.d. 897 and a.d. 913). Clement of Alexandria and Origen show no knowledge of the existence of these verses; furthermore Eusebius and Jerome attest that the passage was absent from almost all Greek copies of Mark known to them. The original form of the Eusebian sections (drawn up by Ammonius) makes no provision for numbering sections of the text after 16.8. Not a few manuscripts that contain the passage have scribal notes stating that older Greek copies lack it, and in other witnesses the passage is marked with asterisks or obeli, the conventional signs used by copyists to indicate a spurious addition to a document.

(2) Several witnesses, including four uncial Greek manuscripts of the seventh, eighth, and ninth centuries (L Ψ 099 0112 al), as well as Old Latin k, the margin of the Harclean Syriac, several Sahidic and Bohairic manuscripts, and not a few Ethiopic manuscripts, continue after verse 8 as follows (with trifling variations): "But they reported briefly to Peter and those with him all that they had been told. And after these things Jesus himself sent out through them, from east to west, the sacred and imperishable proclamation of eternal salvation." All of these witnesses except it also continue with verses 9–20.

(3) The traditional ending of Mark, so familiar through the AV and other translations of the Textus Receptus, is present in the vast number of witnesses, including A C D K W X Δ Θ Π Ψ 099 0112  28 33 al. The earliest patristic witnesses to part or all of the long ending are Irenaeus and the Diatessaron. It is not certain whether Justin Martyr was acquainted with the passage; in his Apology (i.45) he includes five words that occur, in a different sequence, in ver. 20 (τοῦ λόγου τοῦ ἰσχυροῦ ὃν ἀπὸ Ἰερουσαλὴμ οἱ ἀπόστολοι αὐτοῦ ἐξελθόντες πανταχοῦ ἐκήρυξαν).

(4) In the fourth century the traditional ending also circulated, according to testimony preserved by Jerome, in an expanded form, preserved today in one Greek manuscript. Codex Washingtonianus includes the following after ver. 14: "And they excused themselves, saying, ‘This age of lawlessness and unbelief is under Satan, who does not allow the truth and power of God to prevail over the unclean things of the spirits [or, does not allow what lies under the unclean spirits to understand the truth and power of God]. Therefore reveal your righteousness now’ — thus they spoke to Christ. And Christ replied to them, ‘The term of years of Satan’s power has been fulfilled, but other terrible things draw near. And for those who have sinned I was handed over to death, that they may return to the truth and sin no more, in order that they may inherit the spiritual and incorruptible glory of righteousness that is in heaven.’"

How should the evidence of each of these endings be evaluated? It is obvious that the expanded form of the long ending (4) has no claim to be original. Not only is the external evidence extremely limited, but the expansion contains several non-Markan words and expressions (including  αἰὼν οὗτοςἁμαρτάνωἀπολογέωἀληθινόςὑποστρέφω) as well as several that occur nowhere else in the New Testament (δεινόςὅρος, προσλέγω). The whole expansion has about it an unmistakable apocryphal flavor. It probably is the work of a second or third century scribe who wished to soften the severe condemnation of the Eleven in 16.14.

The longer ending (3), though current in a variety of witnesses, some of them ancient, must also be judged by internal evidence to be secondary. (a) The vocabulary and style of verses 9–20 are non-Markan (e. g. ἀπιστέω, βλάπτω, βεβαιόωἐπακολουθέω, θεάομαι, μετὰ ταῦτα, πορεύομαι, συνεργέωὕστερον are found nowhere else in Mark; and θανάσιμον and τοῖς μετ᾽ αὐτοῦ γενομένοις, as designations of the disciples, occur only here in the New Testament). (b) The connection between ver. 8 and verses 9–20 is so awkward that it is difficult to believe that the evangelist intended the section to be a continuation of the Gospel. Thus, the subject of ver. 8 is the women, whereas Jesus is the presumed subject in ver. 9; in ver. 9 Mary Magdalene is identified even though she has been mentioned only a few lines before (15.47 and 16.1); the other women of verses 1–8 are now forgotten; the use of ἀναστὰς δέ and the position of πρῶτον are appropriate at the beginning of a comprehensive narrative, but they are ill-suited in a continuation of verses 1–8. In short, all these features indicate that the section was added by someone who knew a form of Mark that ended abruptly with ver. 8 and who wished to supply a more appropriate conclusion. In view of the inconcinnities between verses 1–8 and 9–20, it is unlikely that the long ending was composed ad hoc to fill up an obvious gap; it is more likely that the section was excerpted from another document, dating perhaps from the first half of the second century.

The internal evidence for the shorter ending (2) is decidedly against its being genuine. Besides containing a high percentage of non-Markan words, its rhetorical tone differs totally from the simple style of Mark’s Gospel.

Finally it should be observed that the external evidence for the shorter ending (2) resolves itself into additional testimony supporting the omission of verses 9–20. No one who had available as the conclusion of the Second Gospel the twelve verses 9–20, so rich in interesting material, would have deliberately replaced them with a few lines of a colorless and generalized summary. Therefore, the documentary evidence supporting (2) should be added to that supporting (1). Thus, on the basis of good external evidence and strong internal considerations it appears that the earliest ascertainable form of the Gospel of Mark ended with 16.8. At the same time, however, out of deference to the evident antiquity of the longer ending and its importance in the textual tradition of the Gospel, the Committee decided to include verses 9–20 as part of the text, but to enclose them within double square brackets in order to indicate that they are the work of an author other than the evangelist.

Shorter Ending

For a discussion of the shorter ending, see the section (2) in the comments on verses 9–20 above. The reading Ἰησοῦς is to be preferred to the others, which are natural expansions. It is probable that from the beginning the shorter ending was provided with a concluding ἀμήν, and that its absence from several witnesses (L cop ethmost eth) is due either to transcriptional oversight or, more probably, to the feeling that ἀμήν is inappropriate when verses 9–20 follow.

Variant Readings Within [Mark] 16.9–20

Since the passage 16.9–20 is lacking in the earlier and better manuscripts that normally serve to identify types of text, it is not always easy to make decisions among alternative readings. In any case it will be understood that the several levels of certainty ({A}{B}{C}) are within the framework of the initial decision relating to verses 9 to 20 as a whole.

16.14–15 ἐπίστευσαν. καὶ εἶπεν αὐτοῖς {A}

For the addition preserved in W, see section (4) in the comments on verses 9–20 above.

16.17 λαλήσουσιν καιναῖς {B}

Although it is possible that καιναῖς may have been added in imitation of καινὴ διαθήκη and καινὸς ἄνθρωπος, it is more probable that it dropped out of several witnesses through homoeoteleuton with the following καὶ ἐν ταῖς [i. e. κἂν ταῖς].

16.18 [καὶ ἐν ταῖς χερσὶνὄφεις {C}

Although it is possible that the expression καὶ ἐν ταῖς χερσίν was added in imitation of the account in Ac 28.3–6, a majority of the Committee preferred to follow the Alexandrian group of witnesses. At the same time, in view of the absence of any good reason to account for the omission of the words from such witnesses as A D W Θ Π  28 700 it, , , , vg syr, al, it was thought appropriate to enclose them within square brackets.

16.19 κύριος Ἰησοῦς {C}

Among the several titles applied to Jesus by the Church, the use of κύριος standing alone appears to be a later development, more solemn than κύριος Ἰησοῦς.

16.20 σημείων{B}

On the addition of ἀμήν in most witnesses, see the comment on Mt 28.20.

 [ Bruce Metzger,A Texual Commentary on The Greek New Testament,Gospel According to Mark]

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البشارة في الإنجيل

مناهج الغربيين في الحديث النبوي

الفطرة وعلم الإدراك