المشاركات

مشكلة الشر

مشكلة الشر مشكلة الشر هي - بحسب موسوعة ستانفورد للفلسفة- معضلة وجود الشر والمعاناة في العالم مع فكرة وجود إله عليم، قدير، رحيم. اهـ . وهي حجة ترمي إلى إظهار أن وجود الشر مع مثل هذا الإله أمر غير محتمل أو مستحيل. وإشكالية الشر هي أقوى حجج الملحدين التي يستعملونها للتشكيك في وجود الله، وهي ملمح دائم في أدبياتهم. إلا أن هذه الحجة تنطوي على مغالطة منطقية. فلو افترضنا جدلا أنه لا يمكن التوفيق بين وجود الشر مع صفات العلم و القدرة و الرحمة الكلية، فلا ينفي هذا وجود الإله، لكن غاية ذلك أنه ليس كلي العلم، كما يذهب إلى ذلك القدرية أو القائلين بالبداء، أو أنه يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات، أو ليس كلي القدرة على سبيل المثال. إلا أنه في واقع الأمر، فوجود الشر لا يستلزم شيئا من ذلك. وفيما يلي من نقاط بيان ذلك. أولا: الحسن و القبح ليس صفة ذاتية في الأفعال. هناك من يذهب إلى أن للأفعال حسن وقبح ذاتيين بصرف النظر عن المآلات والعواقب أو ما يعرف "بالأخلاق الواجبة". وهذا المذهب هو مذهب طوائف من المسلمين كالمعتزلة و الشيعة الإمامية فضلا عن بعض الفلاسفة من غير المسلمين كإيمانويل كانط. وهناك من يحك...

النبي صلى الله عليه وسلم في المصادر الخارجية و الأدلة الوثائقية

  النبي صلى الله عليه وسلم في المصادر الخارجية و الأدلة الوثائقية وإن كنا لا نقبل الطرح القائل بأن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم التي دونها كتاب السير بعد ما لا يقل عن قرن من الزمان من وفاته تفتقر للموثوقية التاريخية - لأن أحداثها منقولة بالاسانيد عن شهود العيان - باعتبار أنها  دونت بعد وفاته بزمن ليس بالقصير فضلا عن كونها دونت من قبل المؤمنين به، وعليه فالاعتماد عن مصارد خارجية أو أدلة وثائقية تتعلق به هو السبيل لتدوين سيرة تتمتع بالموثوقية التاريخية، إلا أن المصادر الخارجية و الأدلة الوثائقية في الحقيقة لا تعتطي تصورا بديلا عن النبي ولا عن سيرته ولا عن نشأة الإسلام بل تتفق مع الخطوط العامة للسيرة و التاريخ الإسلامي المبكر كما هو مدون في كتب التاريخ الإسلامي و الذي يتفوق على المصادر الخارجية بالدقة و التفصيل في سرد الأحداث. و هذا الطرح في حقيقته ينطوي على زعم غير عقلاني لأنه يفترض أن ما دون بواسطة غير المسلمين بالضرورة يتسم بالموضوعية لمجرد أنه دون في مرحلة مبكرة على مرحلة التدوين الإسلامي. فهذا الزعم – كما يقول جوناثان بروان- أشبه بالزعم بأنه يمكن تدوين تاريخ الاتحاد السوفيي...

التشكيك في التاريخ الإسلامي

 التشكيك في التاريخ الإسلامي لماذا يلجأ بعض الملاحدة و المستشرقين إلى التشكيك فى التاريخ الإسلامى حتى وصل ببعضهم الشطط إلى إنكار وجود النبى  صلى الله عليه وسلم كشخصية تاريخية أو إلى اختلاق روايات من وحى الخيال تضعه فى سياق آخر غير سياقه التاريخى أو الإدعاء بأن القرآن تم تأليفه فى مرحلة لاحقة على عصر النبى صلى الله عليه وسلم وأن تنوع الأسلوب – المزعوم - فيه يشى بتنوع المؤلفين؟  فى تقديرى ذلك يرجع إلى أمرين ; أولهما هو مجرد الرغبة فى التشكيك  بطريقة لا عقلانية وهذا داء مستحكم فى عقول البعض وبعضهم صاغه فى قوالب فلسفية  تتراوح  ما بين إنكار إمكانية المعرفة على الإطلاق - بمعنى أنه لا سبيل الى معرفة أى شىء عن أى شيء - إلى إنكار المعرفة اليقينية - بمعنى أنه لا سبيل إلى معرفة شىء على وجه اليقين- وهؤلاء لاسيما الصنف الأول تتملكه رغبة قهرية مرضية فى التشكيك بحيث لا يهدأ له بال إلا إذ ألقى بالشكوك فى  حتى فى آكد الثوابت. وبعضهم يفعله رغبة فى إثارة البلبلة و الشكوك فى قلوب السذج و البسطاء حتى وهو يعلم أنه تشكيك لا عقلانى. الأمر الثانى و فى تقديرى هو الأهم أن شخصية...

سورة الفيل

  سورة الفيل ملك "يوسف أسأر يثأر " المعروف بذي نواس (حوالي 523 ميلادية) اليمن واعتنق اليهودية. ووقع في عهده اضطهاد النصارى. وكان اضطهاده إياهم المبرر أو الذريعة لاحتلال اليمن من قبل الحبشة على يد أبرهة في عهد الملك الحبشي "كالب". وقيل أن ذا نواس هذا وملأه هم المعنيون بأصحاب الأخدود. في العام 548 م قام أبرهة بقمع تمرد لتحالف مكون من بعض القبائل العربية و الحميرية والسبئية يضم قبيلة كندة كان قد قاتل النصارى إلى جانب يوسف أسأر. وفي العام 552 م قام أبرهة بحملة على قبائل مع د، واحدة ضد عامر بن صعصعة في تربة قرب الطائف والأخرى في حلبان التي تبعد قرابة 300 كيلو متر غرب الرياض وانتهت الحملة بتقديم سكان تلك المناطق أبناءهم رهائن مقابل الولاء. والنقش الذي ذكرت فيه تلك الحملة وهو نقش بئر مريغان ذكر أن هذه كانت المرة الرابعة التي يقوم فيها بحملة على تلك القبائل. ويذكر نقش آخر يعود إلى ما بين عامي 552 و 554م أنه قام بحملة أخرى على معد وكان من نتائجها أنه طرد عمرو بن المنذر و الذي يسمى عمرو بن هند – ابن المنذر بن النعمان ملك الحيرة - من معد، وأن أبرهة توغل في الجزيرة العربية حتى ...

نظرية المعرفة عند ابن تيمية

 نظرية المعرفة عند ابن تيمية وإن كان ابن تيمية ليس لديه مؤلفات كرسها يعرض فيها لنظريته الخاصة للمعرفة إلا أن ملامح منهج ابن تيمية المعرفي (الإبستمولوجي) يتضح من كتاباته في نقد منطق اليونان مثل كتابه "نصيحة أهل الإيمان في الرد على منطق اليونان" الذي اختصره السيوطي في كتاب "جهد القريحة في تجريد النصيحة"، حيث ركز على قضايا المنطق وحذف كافة الاستطرادات في قضايا الإلهيات.  وقد قام بترجمة هذا الكتاب للإنجليزية وعلق عليه أستاذ العلوم الاجتماعية الكندي الفلسطيني الأصل وائل حلاق. وقد كان دافعه للكتابة في نقض منطق اليونان هو إبطال كلامهم في الإلهيات (الميتافزيقا) الذي تلقاه عنهم المتفلسفة و المتكلمة من المسلمين، أو تأثروا به فحادوا به عن طريقة القرآن و السنة والسلف في مسائل الإلهيات. وقد أدرك أن فساد قولهم في الإلهيات فرع على فساد مسائلهم في المنطق. وجعل ابن تيمية مرتكزه في نقض كلام فلاسفة اليونان في الحد (التعريف) Definition و قياس الشمول categorical syllogism نقتطين أساسيتين - اتضح منهما منهجه المعرفي - وهما: أولا: نفي وجود الكليات المجردة Universals  خارج الذهن و التي تسمى...

موقف الإسلام من الرق

موقف الإسلام من الرق عندما جاء الإسلام كان الرق نظاما اجتماعيا متأصلا. تعامل الإسلام مع الرق كأمر واقع وقننه. لكن تعامله مع الظاهرة هو قطع لشوط طويل في سياق تحسين أوضاع الأرقاء و التقليل من مساوىء الرق مقارنة بما سبقه. يقول جوستاف لوبون في "حضارة العرب" (ص459-460) : "الذي أراه صادقاً هو أن الرق عند المسلمين خير منه عند غيرهم، وأن حال الأرقاء في الشرق أفضل من حال الخدم في أوروبا، وأن الأرقاء في الشرق يكونون جزءاً من الأسرة... وأن الموالي الذين يرغبون في التحرر ينالونه بإبداء رغبتهم.. ومع هذا لا يلجأون إلى استعمال هذا الحق" اهـ واليهودية و النصرانية – ولا أي ملة من الملل أو مذهب من المذاهب الوضعية التي سبقت رسالة الإسلام - لم تبطل الرق. وليس صحيح أن الإسلام جرم الرق بكافة صوره. لقد جاء الإسلام وللرق أسباب كثيرة ، منها : الحروب ، المدين إذا عجز عن الدين ، يكون رقيقا ، السطو والخطف ، الفقر والحاجة. وما انتشر الرق ذلك الانتشار الرهيب في الدنيا إلا عن طريق هذا الاختطاف. لكن الإسلام حرم صور الاسترقاق تلك باستثنناء استرقاق أسرى الكفار المحاربين ومن يلحق بهم في المعارك. وفي ...

الانحياز المعرفي

 الانحياز المعرفي تعرف ويكيبيديا الانحياز المعرفي على أنه : (بالإنجليزية: Cognitive bias)‏ هو نمط من الانحراف في اتخاذ الأحكام. حيث يقوم الشخص باصطناع تصور عن الواقع يتسم باللا موضوعية أو الذاتية. ثم إن هذا التصور اللا موضوعي هو الذي قد يملي عليه سلوكه وليس المعطيات الواقعية الموضوعية. ويؤدي إلى تشويش للإدراك الحسي أو حكم غير دقيق أو تفسير غير منطقي، أو ما يسمى عموماً باللاعقلانية. و من هذا القبيل ما سماه فرانسيس بيكون بأصنام العقل. وهذا ما أشار إليه القرآن باتخاذ الهوى إلها كما في قوله تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ. وقوله: وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ. يقول ابن كثير رحمه الله: أي : إنما يأتمر بهواه ، فمهما رآه حسنا فعله ، ومهما رآه قبيحا تركه. ...